به شيء ، وروى عنه صلىاللهعليهوآله قال : إذا جاءكم عنّى حديث فأعرضوه على كتاب الله (١) فما وافق كتاب الله فاقبلوه ، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط ، وروى مثل ذلك أيضا عن أئمّتنا عليهمالسلام وكيف يكون العرض على كتاب الله وهو لا يفهم به شيء؟ فكلّ ذلك يدلّ على أنّ ظاهر هذه الأخبار متروك (٢) والّذي نقول : إنّ معاني القرآن على على أربعة أقسام :
أحدها : ما اختصّ الله بالعلم به فلا يجوز لأحد تكلّف القول فيه ولا تعاطى معرفته وذلك مثل قوله تعالى (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ) (٣) ومثل قوله تعالى (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (٤) الآية فتعاطى معرفة ما اختصّ العلم به خطاء.
وثانيها : ما يكون ظاهره مطابقا لمعناه فكلّ من عرف اللغة الّتي خوطب بها عرف معناها مثل قوله (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) (٥) ومثل قوله
__________________
(١) لم أعثر على لفظ هذا الحديث ، ولا على مضمونه في الجوامع الحديث لأهل السنة نعم ذكر الإمام الرازي في ج ١١ ص ١٦٣ من الطبعة الأخيرة عند تفسير آية الوضوء الآية ٦ من سورة المائدة روى عنه صلىاللهعليهوآله أنه قال : إذا روى لكم عنى حديث فاعرضوه على كتاب إليه فإن وافقه فاقبلوه والا فردوه ، وفي تفسير القرطبي ج ١ ص ٣٨ فأما ما رواه بعضهم انه قال : إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله فان وافقه فخذوه وإن لم يوافقه فاتركوه فإنه حديث باطل لا أصل له نعم مضمون هذا الحديث كثير في أحاديث الشيعة انظر ص ١٤٤ و ١٤٥ من البحار ج ١ طبع كمپانى ، وص ٨ و ٩ ج ١ تفسير العياشي ط قم ، وص ٢٨ و ٢٩ ج ١ من تفسير البرهان ، والباب ٩ من أبواب صفات القاضي من كتاب القضاء من الوسائل ، وأصول الكافي باب الأخذ بالسنة ، وشواهد الكتاب.
(٢) مراد الشيخ ـ قدسسره ـ أن ظاهرها متروك وإلا فقد عرفت أنها تكاد تبلغ حد التواتر في أحاديث الشيعة ، وسيصرح نفسه ـ قدسسره ـ بعيد ذلك بعدم ردها حيث يقول : متى قسمنا هذه الاقسام يكون قد قبلنا هذه الاخبار ، ولم نردها على وجه يوحش نقلتها.
(٣) الأعراف ـ ١٨٧.
(٤) ـ لقمان ٣٤.
(٥) الانعام ـ ١٥٢.