(النوع الثامن)
(في أحكام متعددة تتعلق بالصلاة)
وفيه آيات :
الاولى : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) (١).
(إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ) هي في الأصل مصدر حيّاك الله على الاخبار من الحيوة ثمّ استعمل للحكم والدعاء بذلك ثمّ قيل : لكلّ دعاء ، وأصلها تحيية نقلت كسرة الياء إلى ما قبلها ، وأدغمت ، وإنّما قال : بتحيّة بالباء لأنّه لم يرد المصدر ، وإنّما أراد نوعا من التحايا ، والتنوين فيها للنوعيّة ، وقد غلبت في السلام بل هو معناه المتبادر منها لأنّ المسلم إذا قال : سلام عليك فقد دعا للمخاطب من كلّ مكروه والموت من أشدّ المكاره فدخل تحت الدعاء على أنّ كلّ مكروه هو منغّص للحياة يكدّر لها فتدخل تحت الدعاء.
(فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) مقتضى الآية وجوب الردّ إمّا بالأحسن ، وهو أن يزيد عليه وهو رحمة الله. فإن قاله المسلّم راد وبركاته وهي النهاية في الأحسن لاستجماعها أقسام المطالب السالمة عن المضارّ وحصول المنافع وثباتها ، وإمّا بردّ مثله لما روي أنّ رجلا دخل على النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : السلام عليك. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : وعليك السلام ورحمة الله فجاءه آخر فقال : السلام عليك ورحمة الله. فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. فجاءه آخر ، وقال السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال : وعليك فقال الرجل : نقصتنى فأين ما قال الله وتلي هذه الآية. فقال : إنّك لم تترك لي فضلا فرددت
__________________
(١) النساء ٨٥.