المراد مفصّلا أن يقلّد أحدا من المفسّرين إلّا أن يكون التأويل مجمعا عليه فيجب اتّباعه لمكان الإجماع لأنّ من المفسّرين من حمدت طرايقه ، ومدحت مذاهبه كابن عبّاس (١)
__________________
ـ يريد التفسير ، وأصل التأويل من الأول قال الراغب في مفرداته في ـ أول ـ التأويل من الأول أي الرجوع إلى الأصل ثم قال في معنى هل ينظرون إلا تأويله : أي بيانه الذي هو غاية المقصودة منه ، وقد عرفت في ص ٥ : أن معنى التفسير أيضا البيان ، وقال في القاموس : آل إليه أولا ومآلا رجع وعنه ارتد ثم قال : وأول الكلام تأويله وتأوله دبره وقدره وفسره. وقال في اللسان : الأول الرجوع ثم قال : وأول الكلام وتأوله دبره وقدره وأوله وتأوله ، فسره. وقال ابن فارس في مقاييس اللغة ص ١٥٨ ج ١ : الهمزة والواو واللام أصلان ابتداء الأمر وانتهاؤه ثم قال في ص ١٦٢ : ومن هذا الباب تأويل الكلام وهو عاقبته وما يؤول إليه وذلك قوله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ.
هذا بحسب اللغة وأما بحسب الاصطلاح فلا يهمنا التكلم فيه إذ ما ورد من هاتين الكلمتين في القرآن والأحاديث يحمل على معانيهما اللغوية لا ما اصطلح عليه أهل الفن بعد فما عن ابن حبيب النيسابوري أنه قد نبغ في زماننا مفسرون لو سئلوا عن الفرق بين التفسير والتأويل ما اهتدوا إليه (نقله في الإتقان) في غير محله ، ومن أراد الاطلاع على أقوالهم فليراجع الإتقان ج ٢ ص ١٧٢ والبرهان للزركشى ص ١٤٦ ج ٢ وكشاف اصطلاحات الفنون للفاروقى ج ١ ص ١٢٨ ومناهل العرفان ج ١ ص ٤٧٢ للزرقانى : والتفسير والمفسرون للذهبى ج ١ ص ١٩.
(١) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم الصحابي ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآله أكبر أولاد عباس ، وامه لبابة بنت الحارث الهلالية بضم اللام وبباء موحدة مكررة قال الكلبي ومحمد بن سعد : هي أول امرأة أسلمت بعد خديجة وكان يقال لابن عباس : حبر الأمة والبحر لكثرة علمه ، وقال ابن مسعود نعم ترجمان القرآن ، وعاش بعد ابن مسعود نحو خمس وثلاثين سنة تشد إليه الرحال ويقصد من جميع الإفطار مشهور في الصحيحين ، وهو أحد العبادلة الأربعة : ابن عباس وابن الزبير وابن عمر وابن عمرو بن العاص هكذا سماهم أحمد بن حنبل وتبعه بعده سائر المحدثين ، ووهم الجوهري حيث عد ابن مسعود منهم. ولد ابن عباس عام الشعب في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين فتوخى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وقيل ابن عشر ، وهو ضعيف ، وقيل ابن خمس عشر ، وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين ، وقيل تسع ، وقيل : سنة سبعين ، وحكى ابن الأثير قولا إنه سنة ثلاث وسبعين كان ابن عباس من أعظم المخلصين لأمير المؤمنين وأولاده ، ولا شك في تشيعه وإيمانه ، وهو الذي روى عن النبي ـ