علّفتها تبنا وماء باردا (١) والمعنى وأسقيتها ماء باردا ، ولا يخفى أنّه تقدير مخالف للأصل من غير موجب. فتأمّل.
(إِلَى الْكَعْبَيْنِ) قال في القاموس : الكعب كلّ مفصل للعظام ، والعظام الناشر فوق القدم ، والناشران من جانبيها ، والمعنى الثالث ممّا أجمع أصحابنا على نفيه ، وحمل الآية عليه جمهور العامّة إلّا محمّد بن الحسن ومن تبعه من الحنفيّة ، وبعض الشافعيّة.
واحتجّ المثبت له بقول أبي عبيدة الكعب هو الّذي في أصل القدم ينتهى إليه الساق بمنزلة كعاب القن ، وأنت خبير بأنّه ظاهر في المعنى الأوّل من المعنيين السابقين ومن ثمّ استدلّ به بعض أصحابنا.
__________________
(١) البيت أنشده السيوطي في البهجة المرضية ، وابن عقيل وابن الناظم والسيد عليخان في الحدائق الندبة ، والأزهري في التصريح ، وابن هشام في شرح شذوذ الذهب ، والرضى في شرح الكافية كلهم في باب المفعول معه ، وشرحه صاحب المسالك في ص ١٧١ والبغدادي في ص ٣٠٠ ج ١ من الطبعة الأخيرة والعيني وأنشده أيضا في كنز العرفان ج ١ ص ١٤ و ١٩٢ والبحار ج ١٨ ص ٥٨ والتبيان ج ١ ص ٥١٤ والقرطبي ج ٥ ص ٩٥ والطبري ج ١ ص ١١٤ عند تفسير الآية ٧ من سورة البقرة ، وابن قتيبة في مشكل القرآن ص ١٦٥ والكشاف ج ١ ص ٥٥٠ تفسير الآية ٥٠ من سورة الأعراف ، وكذا في ج ٣ ص ١٧٠ الآية ٣٨ من سورة والذاريات ، والسيد المرتضى في المجلس ٧٦ من الأمالي ، وابن قيم الجوزية في جلاء الافهام ص ٣٣٠ وابن هشام في المغني في الباب الخامس في حذف الفعل ج ٢ ص ٢٦٣ مع حاشية الدسوقى ، وابن الأنباري ص ٦١٣ والصحاح لغة (ق ل د) ج ١ ص ٢٥٥ ط بولاق ، واللسان (ق ل د) ص ٣٦٧ ج ٣ ط بيروت ، وابن الهمام في شرحه للهداية في الفقه الحنفي ، وفتح القدير ج ١ ص ٨ وكذا في تيسير الحرير في الأصول الحنفي ج ٣ ص ١٤٠ ، وحيث لم يمكن تسلط العامل في المعطوف عليه أعنى علفتها على المعطوف لم يمكن عطفه على ما قبله فذكروا في وجه نصب ماء ثلاثة أوجه : الأول النصب على المعية الثاني : تقدير فعل يعطف على علفتها أى وسقيتها. الثالث : تضمين علفتها معنى انلتها ، وغلط ابن الهمام تنظيرهم الآية بالبيت في تقدير فعل آخر لعدم اتحاد الفعلين في إعراب متعلقهما في الآية بخلاف البيت ثم إنهم اختلفوا في رواية البيت هل المصراع أول بيت آخره : حتى شتت همالة عيناها ، ويروى مشت أو بدت ـ