وأمّا المعنى الأوّل والثاني فقد اختلف أصحابنا فيهما فأكثرهم على كونه بالمعنى الثاني حتّى ادّعى الشهيد في الذكرى إجماعنا عليه ، وهو ظاهر جماعة أيضا ، وقال العلّامة إنّه بالمعنى الأوّل ، وصبّ عبارات الأصحاب عليه ، وجعل اعتقاد خلاف ذلك فيها اشتباها على غير المحصّل ، ويمكن الاستدلال عليه بصحيحة الأخوين (١) عن الباقر عليهالسلام ولكن في المعنى الثاني روايات واردة عن الأئمّة عليهمالسلام تناسب ذلك مع الثبوت لغة ، ولا يبعد الجمع بين الروايات وعبارات الأصحاب بالحمل على أنّه العظم الناتي على ظهر القدم عند المفصل حيث يدخل تحت عظم الساق (٢) بين الظنبوبين فيتّحد الإشارة إليه ، وإلى المفصل كما في الرواية عن الباقر (٣) إلّا أنّ هذا لا يتمشى في بعض
__________________
ـ أو غدت بدل شتت ، أو هو آخر بيت أوله ، لما حططت الرجل عنها واردا ثم إنهم لم ينسبوا البيت إلى قائل ، وقال البغدادي ، رأيت في حاشية نسخة من الصحاح إنه لذي الرمة ، وفتشت ديوانه فلم أجده فيه ، وقال أيضا : إن شتت بمعنى أقامت شتاء ، وزعم العيني أن شتت بمعنى بدت ، ولم أر هذا المعنى في اللغة ، وهمالة : اسم مبالغة من هملت العين إذا انهمرت بالدموع حال من الضمير المستتر ، وعيناها فاعله ، ومن روى بدت جعل عيناها فاعله وهمالة تميزا.
(١) إشارة إلى الخبر المروي في التهذيب ج ١ ص ٧٦ الرقم ١٩١ عن زرارة وبكير ابني أعين أنهما سألا أبا جعفر عن وضوء رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أن قالا : قلنا : أصلحك الله فأين الكعبان قال : هيهنا يعنى المفصل دون عظم الساق فقالا : هذا ما هو قال : هذا عظم الساق ، ورواه في الكافي ص ١٥ ج ٣ مرآت العقول ، وفيه زيادة ، وفيه : والكعب أسفل من ذلك ، ورواه في الوسائل الباب ١٥ من أبواب الوضوء ورواه العياشي أيضا مثل ما في الكافي ج ١ ص ٢٩٨ الرقم ٥١.
(٢) وهو الموافق لما يدعيه أهل التشريح حتى في العصر الجديد ، وقد تكلمت في ذلك مع كثير من الأطباء وانظر أيضا تعليقتنا على كنز العرفان ج ١ ص ١٨.
(٣) إشارة إلى الرواية المروية في التهذيب ج ١ ص ٧٥ الرقم ١٩٠ عن ميسر عن أبى جعفر. إلى أن قال : ثم وضع يده على ظهر القدم ثم قال : هذا هو الكعب قال : وأومأ بيده إلى أسفل العرقوب. ثم قال : هذا الظنبوب ، وروى مثلها العياشي عن عبد الله بن سليمان عن ـ