الخوف بهذه المثابة كالخوف في القتال المحظور لم يجز فيه صلاة الخوف لأنّ الرخص لا تناط بالمعاصي.
(فَإِذا أَمِنْتُمْ) وزال خوفكم.
(فَاذْكُرُوا اللهَ) فصلّوا صلاة الأمن على الوجه المأمور به أو المراد فاشكروه على الأمن والخلاص من الخوف والعدوّ.
(كَما عَلَّمَكُمْ) من أمور دينكم وكيفيّة صلوتكم حالتي الخوف والأمن. فما مصدريّة ، والكاف صفة محذوف : أي ذكرا مثل تعليمكم أو شكرا يوازي تعليمكم ، ويحتمل كون ما موصولة ، وقوله : ما لم تكونوا تعلمون مفعول علّمكم على الوجهين.
العاشرة : (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (١).
(فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) أي إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب في الدعاء إلى ربّك وهو من النصب بمعنى التعب : أي لا تشتغل بعد الصلاة بالراحة مثل النوم ونحوه ممّا يوجب عدم الاشتغال بشيء من العبادة بل اشتغل بعدها بالدعاء ، وقد روي ابن بابويه عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء (٢) الحديث.
(وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) في المسئلة ولا تسئل غيره فإنّه القادر وحدة على اسعافك فلتكن رغبتك إليه في المسئلة فإنّه يعطيك ما يرضيك ، وتقديم الجارّ والمجرور لإفادة الحصر ، وعلى هذا فيكون فيه أمر بالتعقيب بعد الصلاة ، ويؤيّده ما روي عن الصادق عليهالسلام أنّها الدعاء في دبر الصلاة (٣) وقد تظافرت الأخبار
__________________
(١) الانشراح ٧ و ٨.
(٢) انظر الفقيه ج ١ ص ٢١٣ الرقم ٩٥٥ والتهذيب ج ٢ ص ٣٢٢ الرقم ١٣١٥ وبعده فقال ابن سبا : يا أمير المؤمنين أليس الله ـ عزوجل ـ بكل مكان قال : بلى قال : فلم يرفع يديه إلى السماء قال : أو ما تقرأ (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) فمن أين يطلب الرزق إلا من موضعه وما وعد الله السماء.
(٣) انظر المجمع ج ٥ ص ٥٠٩.