فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) (١) (فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ) فإذا فرغتم منها وأدّيتموها على الوجه المأمور به.
(فَاذْكُرُوا اللهَ) أي دوموا على ذكر الله في هذه الأحوال وادعوه فيها لعلّه ينصركم على عدوّكم ويظفركم الله بهم كقوله (إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ) ، وقيل : المعنى إذا أردتم قضاء الصلاة : أى فعلها ، والتعبير عن الإرادة بالفعل كثير على ما سلف واشتدّ الخوف عليكم ، ولا يمكنكم الصلاة على الشرائط المعتبرة. فالواجب الصلاة مهما أمكن عبّر عن الصلاة بالذكر لاشتمالها عليه ، ويمكن أن يكون إشارة إلى صلاة القادر والعاجز فيكون حكم شدّة الخوف مستفادا منه.
(قِياماً) إذا كنتم أصحّاء قادرين عليه.
(وَقُعُوداً) إذا كنتم مرضى ولا تقدرون على القيام.
(وَعَلى جُنُوبِكُمْ) إذا لم تقدروا على القعود ونقله في مجمع البيان عن ابن مسعود (٢).
ثمّ قال : وروي عن ابن عبّاس أنّه قال : عقيب تفسير الآية : لم يعذر الله أحدا في ترك ذكره إلّا المغلوب على عقله (٣) ، وليس في أخبارنا ما يدلّ على خصوص هذه الآية في هذا الوجه.
نعم روي الكليني في الحسن عن أبي حمزة عن أبى جعفر عليهالسلام في قوله الله ـ عزوجل ـ (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) قال : الصحيح يصلّى قائما
__________________
(١) النساء ١٠٣.
(٢) انظر المجمع ج ٢ ص ١٠٤.
(٣) هكذا في جميع النسخ المخطوطة عندنا ، وكذا في زبدة البيان ص ١٢٣ ط المرتضوي واللفظ في نسخة المجمع ط صيدا ج ٢ ص ١٠٤ وروى أنه فالظاهر أنه من كلام ابن مسعود لا ابن عباس وأظن أن في نسخة المجمع ط صيدا سقطا ، وقد مر في ص ١٢٠ من هذا الجزء نقل مضمون الحديث عن ابن عباس عن ص ٢٦٠ ج ٥ الطبري فراجع.