تناول الكلمة لمعنيين مختلفين من باب الألغاز والتعمية ، ولو قيل : إنّ استعمال اللفظ في معنييه الحقيقيّ والمجازيّ مجاز ، والمجاز لا يكون إلغازا ولا تعمية لقلنا : بعد تسليم صحّة ذلك فإنّما هو لقرينة. إذا لمجاز لا بدّ فيه من القرينة ولا قرينة على ذلك التقدير وليس المراد بالإلغاز سوى ذلك.
والوجه مأخوذ من المواجهة وهو اسم للعضو المعلوم وتحديده غير ظاهر من الآية بل في الأخبار دلالة عليه.
روى زرارة في الصحيح عن أبي جعفر عليهالسلام (١) قلت : له أخبرني عن حدّ
__________________
ـ فمخصوص بالجمعة ، وهو في هذه السورة عام لجميع الصلوات. انتهى ما في القرطبي قلت : وفي الدر المنثور آثار كثيرة تدل على أن آية ٣٣ سورة فصلت (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) أن هذه الآية نزلت في المؤذنين انظر ص ٣٦٤ ج ٥ وكذا في فتح القدير ج ٤ ص ٥٠٣ وتفسير الخازن ج ٤ ص ٨٦ وتفسير ابن كثير ج ٤ ص ١٠٠ و ١٠١ وأحكام القرآن لابن العربي ص ١٦٥٠.
ولعلنا نزيدك كلاما عند البحث في آية (وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ).
ثم إنه لا يلزم من كون سورة المائدة آخر ما نزل ، وكون آية الوضوء فيها كون اشتراعه أيضا عند نزولها فان الوضوء كان مشترعا قبل نزول المائدة بل قبل الهجرة أيضا يرشدك إلى ذلك أحاديث الإسراء في كتب الفريقين ، وغيرها بل في فتح الباري ج ١ ص ٢٤٣ نقل اتفاق أهل السير ، وأن النبي (ص) لم يصل قط إلا بوضوء عن ابن عبد البر ، وادعى في المنار ج ٦ ص ٢٣٨ أيضا الاتفاق على أن الوضوء كان ثابتا قبل نزول المائدة ، وقال ابن العربي في أحكام القرآن ، لا خلاف أن الوضوء كان مفعولا قبل نزولها غير متلو.
(١) الحديث رواه في الكافي الباب ١٨ من كتاب الطهارة ، وهو في هامش مرآت العقول ج ٣ ص ١٥ وفي التهذيب ج ١ ص ٥٤ الرقم ١٥٤ ط النجف والعياشي ط قم ج ١ ص ٢٩٩ الرقم ٥٠ من تفسير سورة المائدة ، وفي كلها ذكر السبابة قبل الوسطى ، ونقل في البحار ج ١٨ ص ٦٦ ان ضبط العياشي السبابة الوسطى بدون الواو قبل الوسطى ، وروى الحديث في الفقيه ج ١ ص ٢٨ الرقم ٨٨ ط النجف بإسقاط كلمة السبابة ، وفيه بعد قوله : لا قال زرارة : قلت لم؟ أرأيت ما أحاط به الشعر. فقال : كلما أحاط به من الشعر فليس على العباد أن يطلبوه ـ