الأخوين عن الباقر عليهالسلام (١) قال : فإذا مسحت بشيء من رأسك أو بشيء من قدميك ما بين كعبيك إلى أطراف الأصابع فقد أجزئك وظاهر أنّ الشيء يتناول ما هو أقلّ من ذلك.
(وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) قرأ حمزة وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم بجرّ الأرجل ، وقرأ الكسائي ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم بنصبها ، وقد اختلف الأمّة في حكمها فأصحابنا الإماميّة وجماعة من العامّة على أنّ حكمها المسح وهو المستفاد من ظاهر الآية أمّا على تقدير الجرّ فظاهر لأنّه عطف على الرؤوس الممسوحة فيلحقها حكمها ، وأمّا على تقدير النصب فلأنّها معطوفة على محلّ الرؤوس لكونه أقرب ، والعطف على المحلّ شائع في كلام العرب وشواهده أكثر من أن تحصى وعليه جرى قول الشاعر :
__________________
ـ بالمرئة ، وكل كتب التواريخ والسير تشهد بذلك ، وفيه قد روى المدائني أن المغيرة كان أزنى الناس في الجاهلية فلما دخل في الإسلام قيده الإسلام وبقيت عنده منه بقية ظهرت في أيام ولايته البصرة ، ولا أظن أحدا له أدنى معرفة بالتاريخ يشك في أنه كان مبغضا لعلي أمير المؤمنين (ع) الذي شهد بطهارته الرب الجليل ، وتواتر الحديث معنى عن النبي أن مبغضة منافق فكفى عليه بذلك عارا وشنارا ، وذكر ابن أبى الحديد في ج ٢٠ ص ٣٥ أن برأيه على (ع) منه معلومة جارية مجرى الأخبار المتواترة فمع ذلك كله هل يطمئن نفوسنا بصدق كل ما رواه المغيرة بصرف كونه من الصحابة ثم الأشهر في المغيرة ضم الميم ، وحكى النووي في التهذيب الأسماء واللغات ج ٢ ص ١٠٩ الرقم ١٦٠ كسرها أيضا وهو من ثقيف بن بكر بن هوازن مات سنة خمسين وقيل إحدى وخمسين اتفق البخاري ومسلم من أحاديثه على تسعة وانفرد البخاري بحديث ولمسلم حديثان.
(١) الحديث رواه في التهذيب ج ١ ص ٩٠ الرقم ٢٣٧ والاستبصار ج ١ ص ٦١ وهو في جامع أحاديث الشيعة ص ١١٨ الرقم ٣٥ وفي الوسائل ب ٢٣ ج ٥ من أبواب الوضوء ص ٥٥ طبع أمير بهادر ، وللحديث صدر لم يذكره المصنف ، والمراد بالأخوين زرارة وبكير ابنا أعين.