فلسنا بالجبال ولا الحديد
(١) ونحوه ، واستدل صاحب الكشّاف بقراءة النصب على أنّ الأرجل مغسولة عطفا على الوجوه ، وأيّده بالسنّة الشائعة وعمل الصحابة وقول أكثر الأمّة والتحديد. إذا لمسح لم يحدّ ، وفي كلّ من ذلك نظر : أمّا عطفها على الوجوه فبعيد جدّا لا يقع مثله
__________________
(١) أوله ، معاوي إننا بشر فأسجح ، والبيت لعقيبة مصغر عقبة ، وروى مكبرا ، وقد يشدد الياء ابن هبيرة الأسدي كان شاعرا جاهليا إسلاميا فكان مخضرما ، ولم يذكره أحد في معاجم الصحابة ، والبيت من قصيدة قالها في حق معاوية يشكو إليه جور العمال وبعدها :
فهبها امة ذهبت ضياعا |
|
يزيد أميرها وأبو يزيد |
أكلتم أرضنا فجردتمونا |
|
فهل من قائم أو من حصيد |
أتطمع في الخلود إذا هلكنا |
|
وليس لنا ولا لك من خلود |
ذر وأخون الخلافة واستقيموا |
|
وتأمير الأراذل والعبيد |
وأعطونا السوية لا تزركم |
|
جنود مردفات بالجنود |
يروى قوله : يزيد أميرها. يزيد يسوسها ، ويروى قوله : فجرزتموها بدل فجردتموها ترى الأبيات في العقد الفريد في مواضع متعددة منها في اللؤلؤة في السلطان في التعرض للسلطان ، ورده ص ٢٩ ج ١ من طبع المطبعة الازهرية بمصر في سنة ١٣٤٦ في أربع مجلدات وكذا ذكره في باب من استعدى عليه من الشعراء ج ٣ ص ٤٠٩ ، وكذا في باب ما غلط فيه على الشعراء ج ٤ ص ١٢ ، وأنشده سيبويه في الكتاب ص ٣٤ و ٣٥٢ و ٣٧٥ من المجلد الأول مستشهدا للعطف على المحل ، وفيه نقل البيت الذي بعده.
أديروها بنى حرب عليكم |
|
ولا ترموا به الغرض البعيدا |
وقد تحامل الأدباء عليه ، وشددوا النكير عليه ، وقالوا : إن الروي في الأبيات بعده بالخفض لا بالنصب ، وحكى ذلك عن المبرد أيضا ، ولم أجده في كتابه الكامل ، ولعله في كتابه الرد على سيبويه أو كتابه شرح شواهد سيبويه سردهما الحموى في معجم الأدباء ج ١٩ ص ١٢٣ في كتبه قال أبو أحمد العسكري في كتابه شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ص ٢٠٧. ومما غلط فيه النحويون من الشعر ورووه موافقا لما أرادوه روى عن سيبويه عند ما احتج به في سبق الاسم المنصوب على المخفوض قول الشاعر : معاوي إلخ ، وغلط على الشاعر لان هذه القصيدة مشهورة وهي مخفوضة كلها ، ورد عليه أيضا الميمنى في تذييله على سمط اللئالى ص ١٤٩ ـ