الشريف (١) أيضا في حاشية الكشّاف عند بيان معنى علم التفسير. قال : وينقسم إلى تفسير ، وهو ممّا لا يمكن إدراكه إلّا بالنقل كأسباب النزول والقصص فهو ما يتعلّق بالرواية ، وإلى تأويل وهو ما يمكن إدراكه بالقواعد العربيّة فهو ما يتعلّق بالدراية. فالقول في الأوّل بلا نقل خطاء ، وكذا القول في الثاني بمجرد التشهي ، وإن أصاب
__________________
(١) هو المير سيد على بن محمد بن على الحسيني الحنفي الاسترادى كان متكلما بارعا عجيب التصرف ماهرا في الحكمة والعربية له نحو خمسين مصنفا منها حاشية على أول الكشاف وله شرح على مواقف القاضي عضد الإيجي في علم أصول الكلام ، وله كلام في شرح المواقف المقصد الثاني من النوع الثاني من الفصل الثاني من المرصد الثالث من الموقف الثالث ص ٢٧٦ ط بولاق سنة ١٢٦٦ في مبحث تعلق العلم بمعلومين عند ذكر المصنف الجفر والجامعة يناسب لنا نقله بعين عبارته قال : وهما كتابان لعلى ـ رضى الله عنه ـ قد ذكر فيهما على طريقة علم الحروف الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم ، وكانت الأئمة المعروفون من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما : وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه على بن موسى ـ رضى الله عنه ـ إلى المأمون : إنك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك فقبلت منك عهدك ألا إن الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم ولمشايخ المغاربة نصيب من علم الحروف ينسبون فيه إلى أهل البيت ، ورأيت أنا بالشام نظما أشير فيه بالرموز إلى أحوال ملوك مصر وسمعت أنه مستخرج من ذينك الكتابين انتهى ما في شرح المواقف.
وصرح بصحة علمي الجفر والجامعة الحاج خليفة في كشف الظنون ص ٣٩٥ ج ١ ط اسلامبول در سعادت سنة ١٣١٠ ، ونقل فيه كتاب الامام على بن موسى عليهالسلام إلى المأمون الذي حكاه السيد الشريف عن كتاب مفتاح السعادة ، وفيه وكان كما قال لأن المأمون استشعر فتنة من بنى هاشم فسمه ، وفيه أن هذا في كتب الأنبياء أيضا ، وفيه عن ابن طلحة أن الجفر والجامعة كتابان جليلان : أحدهما : ذكره الامام على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ وهو يخطب بالكوفة على المنبر ، والأخر أسره إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلموأمره بتدوينه فكتبه على ـ رضى الله عنه ـ حروفا متفرقة على طريق سفر آدم في جفر يعني في رق قد صنع من جلد البعير فاشتهر بين الناس به لانه وجد فيه ما جرى للأولين والآخرين. ـ