الأصحاب العمل بها.
والثاني : أنّ المراد بهم يطيقونه بجهد ومشقّة لا يتحمّل مثلها ، ويؤيّده قراءة يطيّقونه ويطوّقونه ويتطوّقونه ويتطيّقون (١) لدلالتها على إمكان الصوم بجهد وتعب ، ويدلّ على ذلك ما رواه الكليني في الصحيح عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام (٢) في قول الله ـ عزوجل ـ (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) ، قال : الشيخ الكبير ، والّذي يأخذه العطاش ، وصحيحة محمّد بن مسلم (٣) قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : الشيخ الكبير والّذي به العطاش لا حرج عليهما أن يفطرا في شهر رمضان ، ويتصدّق كلّ واحد منهما في كلّ يوم بمدّ من طعام ولا قضاء عليهما فإن لم يقدرا فلا شيء عليهما ، وصحيحته الأخرى أيضا (٤) قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول الحامل المقرب والمرضع القليلة اللبن لا حرج عليهما أن تفطرا في شهر رمضان لأنّهما لا تطيقان الصوم ، وعليهما أن يتصدّق كلّ واحدة منهما في كلّ يوم تفطر فيه بمدّ من
__________________
(١) انظر تفصيل القرائات في ذلك في المجمع ج ١ ص ٢٨٢ والدر المنثور ج ١ ص ١٧٨ والطبري ج ٢ من ص ١٣٢ إلى ١٤١ والكشاف ج ١ ص ٢٠٥ وتفسير سفيان الثوري ط الهند رامبور ص ١٦ وروح الجنان ج ٢ ص ٥٦ وفتح القدير ج ١ ص ١٥٧ وتفسير الإمام الرازي ج ٥ ص ٨٦.
(٢) انظر الكافي ج ١ ص ١٩٤ والمرآة ج ٣ ص ٢٢٨ والتهذيب ج ٤ ص ٢٣٧ الرقم ٦٩٥ والمنتقى ج ٢ ص ٢٠٢ وتتمة الحديث : وعن قوله فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا قال : من مرض أو عطاش.
(٣) التهذيب ج ٤ ص ٢٣٨ الرقم ٦٩٧ والاستبصار ج ٢ ص ١٠٤ الرقم ٣٣٨ والفقيه ج ٢ ص ٨٤ الرقم ٣٧٥ والكافي ج ١ ص ١٩٤ والمرآة ج ٣ ص ٢٢٨ والمنتقى ج ٢ ص ٢٠٢ وفي كتابي الشيخ عن غير طريق الكليني في كل يوم بمدين ، وجمع الشيخ بين لفظي الحديث في الطريقين في التهذيب يكون المد لمن لم يطق غيره ، وفي الاستبصار بحمل المدين على ضرب من الاستحباب.
(٤) الكافي ج ١ ص ١٩٥ والمرآة ج ٣ ص ٢٢٨ والتهذيب ج ٤ ص ٢٣٩ الرقم ٧٠١ والفقيه ج ٢ ص ٨٤ الرقم ٣٧٨ والمنتقى ج ٢ ص ٣٠٣.