بهذه الآية ، فقال سعيد بن جبير : خمسون آية ، وقال ابن عبّاس : مائة آية ، وعن الحسن من قرأ مائة آية في ليلة لم يحاجّه القرآن وقال كعب : من قرأ مأة آية في ليلة كتب من القانتين ، ولا يبعد أن يكون المراد ما يصدق عليه ، وما تيسّر ، وكلّما أراد فهو حسن. فإنّ زيادة الخير خير ، وما ورد من المقدار في الأخبار يحمل على التأكيد ، وروي عن الصادق أنّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مأتي آية كتب من الخاشعين ، ومن قرأ ثلاث مائة آية كتب من الفائزين ، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من برّ ، والقنطار : خمسة عشر ألف مثقال من الذهب. والمثقال : أربعة وعشرون قيراطا أصغرها مثل جبل احد ، وأكبرها ما بين السماء والأرض (١) ونحو ذلك من الأخبار الواردة في ذلك ، وينبغي أن يكون القراءة من المصحف وإن كان حافظا كما دلّ عليه ما روي عن الصادق عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : ليس شيء أشدّ على الشيطان من القراءة في المصحف نظرا (٢) ، وقال إسحاق بن عمّار : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ، جعلت فداك إنّي أحفظ القرآن على ظهر قلبي فأقرأه على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف قال : اقرأه وانظر في المصحف فهو أفضل أما علمت أنّ النظر في المصحف عبادة (٣) ونحوها من الأخبار.
__________________
(١) هكذا ضبط النسخ المخطوطة عندنا ، والصحيح عن أبى جعفر ، والحديث في الكافي باب ثواب قراءة القرآن الحديث ٥ وهو في مرآت العقول ج ٢ ص ٥٣٢ وفي الوسائل الباب ١٧ من أبواب قراءة القرآن الحديث ٢ ص ٣٧٢ ط أمير بهادر.
(٢) انظر الوسائل الباب ١٩ من أبواب قراءة القرآن الحديث ٢.
(٣) رواه في الكافي باب قراءة القرآن في المصحف الحديث ٥ وهو في المرآة ج ٢ ص ٥٣٢ وفي الوسائل الباب ١٩ من أبواب قراءة القرآن الحديث ٤.