من الركعة استفتح بقراءة الحمد رواه مسلم ، وممّا يرجّح الاستحباب مطلقا رواية فرات ابن أحنف عن أبي جعفر عليهالسلام قال : مفتاح كلّ كتاب أنزل من الله بسم الله الرحمن الرحيم فإذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم فلا تبالي ألّا تستعيذ (١). الحديث ، وكون التخصيص خلاف الأصل ، وبعد وجوب الاستعاذة بمجرد إرادة القراءة المندوبة فإنّ له أن يرجع عنها فكيف تجب الاستعاذة لها ، وأصالة عدم الوجوب وعدم نقلها في تعليم الصلاة ، ولعلّ كلام الشيخ أبي على محمول على تأكّد الاستحباب. فتأمّل ، والاحتياط هنا ممّا لا ينبغي تركه هذا.
وقد اختلف في كيفيّة الاستعاذة. فقيل : هو أن يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وعلى ذلك جماعة من القرّاء مثل ابن كثير وعاصم وأبو عمرو ، وهو قول أبي ـ حنيفة والشافعي لأنّه لفظ القرآن المجيد ، وقال نافع وابن عامر والكسائي : يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنّ الله هو السميع العليم ، وقال أبو حاتم وجماعة : يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ونقل ذلك الشيخ أيضا لقوله : فاستعذ بالله إنّه هو السميع العليم ، ولا يبعد ترجّح الأوّل لظاهر الآية. ولظاهر حسنة الحلبي ، ولما رواه العامّة عن ابن مسعود قال : قرأت على رسول الله صلىاللهعليهوآله. فقلت : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، فقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، هكذا اقرأ فيه جبرائيل عن القلم عن اللوح المحفوظ (٢).
__________________
ـ التعوذ في غير الركعة الأولى. ولفظ المنتفى قال رسول الله إذا نهض في الركعة الثانية افتتح القرائة بالحمدلله رب العالمين ولم يسكت.
(١) انظر الجامع ج ٢ ص ٢٧٧ الرقم ٢٥٤٩ واللفظ فيه أول كل كتاب إلخ ، وهو في المرآة ج ٣ ص ١٢٤ وقال العلامة المجلسي في شرح قوله : أول كل كتاب إنه ينافي بعض الروايات الدالة على أنه لم يعطها الله غير نبينا وسليمان.
(٢) انظر الكشاف ج ٢ ص ٢١٧ وكذا البيضاوي ص ٣٦٦ ط المطبعة العثمانية.