أو صلة الأرحام ، ومكارم الأخلاق ، ونحوها من الخصال الحسنة. فيكون في الآية حثّ على فعل الطاعة.
(لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي افعلوا هذه الأفعال لكي تفوزوا بثواب الجنّة وتتخلّصوا من عذاب النار.
وقيل : معناه فافعلوا على رجاء الفلاح منكم بالدوام على أفعال الخير واجتناب المعاصي والفوز بالثواب.
الخامسة : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) (١).
(وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) أي مختصّة به ، والمراد به المساجد المعروفة.
(فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) فلا تعبدوا فيها غيره ، وقيل : المراد بها الأعضاء السبعة الّتي يسجد عليها ، وقد روي ذلك عن أبى جعفر عليهالسلام حين سأله المعتصم عنها فقال : هي الأعضاء السبعة ، ويؤيّده ما روي عنه صلىاللهعليهوآله أمرت أن أسجد على سبعة أراب (٢) : أي أعضاء ، والمعنى أنّها خلقت لأنّ يقصد الله بها وحدة حال السجود فلا تشركوا في حال سجودكم عليها غيره.
وقيل : إنّ المراد بها الأرض كلّها لقوله صلىاللهعليهوآله جعلت لي الأرض مسجدا وهو مناسب لمدح النبيّ صلىاللهعليهوآله في هذا المقام : أي كما أنّه تفضّل على الأنبياء لبعثه إلى الثقلين فكذا خصّ بهذا الوصف الآخر.
وقيل : المسجد الحرام والتعبير عنه بالجمع لأنّه قبلة المساجد.
وقيل : المراد بها السجدات جمع مسجد بفتح الميم مصدرا ميميّا وعلى كلّ حال فترتّب النهي عن عبادة غيره تعالى على هذه التقادير واضح أيضا.
__________________
(١) الجن ١٨.
(٢) انظر سنن أبى داود ج ١ ص ٣٢٥ الرقم ٨٩٠ وقال محمد محي الدين عبد الحميد في تذييله : أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، ورواه في مستدرك الوسائل ج ١ ص ٣٢٧ عن عوالي اللآلي.