فإن قلت : هذا بالنسبة إلى الجملة الاسمية ، ولكنه ينقض بالجملة الفعلية كما في قولنا : صعدت على السطح فإن الجار والمجرور لا بد أن يتعلق بالفعل المنطوق ، وهو صعدت.
وهذا قابل للجواب من وجهين :
أولا : إنه إذا كان الفعل منطوقا فلا بأس أن يتعلق به الجار والمجرور ، وأما إذا كان مقدرا فلا حاجة إلى التعلق به ، لأن التقدير على خلاف الأصل ، وعلى خلاف الفهم العرفي.
ثانيا : إنه لا حاجة حتى إلى التعلق بالفعل المنطوق. فإن (صعدت) لها معنى. والسياق يدلنا إلى أن الصعود كان على السطح ، وكون الجار والمجرور متعلقا بهذا الفعل ، بالمعنى الميكانيكي النحوي. ليس ضروريا البتة.
هذا كله في الحديث ، على تقدير عطف المفرد على المفرد في قوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ).
وأما إذا كان عطف جملة على جملة ، فما هو مدخول الواو؟
أما حمالة بالنصب ، فامرأته مبتدأ ، وفي جيدها الخبر. أو أن الخبر هو حبل أو هو جملة : حبل من مسد.
وأما حمالة بالرفع : فتكون هي الخبر ، ويكون «في جيدها» إما نعت أو حال.
سؤال : ما الحاجة إلى ذكر قوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ). مع أن الناس كانوا يعلمون ذلك؟
جوابه : من وجوه :
أولا : إن المراد بهذا الخبر هو زيادة الازدراء بأبي لهب ، بأنه يصلى نارا ذات لهب. وهو أيضا متزوج من امرأة حقيرة وحطابة.
ثانيا : إنه هالك في الآخرة ، ومتزوج من امرأة مؤذية للرسول صلىاللهعليهوآله. لأنه كان راضيا بفعلها.