جوابه : نقضا وحلا :
الأول : وجود قرائن متصلة على تحديده ، إذ ليس المراد مطلق المصلين قطعا ، وإلّا لوصل الذم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله والمعصومين (ع) مع أن مدحهم في القرآن أشهر من أن يذكر.
الثاني : إن المراد بهم حصة خاصة من المصلين بتقييد سابق وتقييد لاحق.
أما التقييد السابق : فهو ما أشار إليه صاحب الميزان قدسسره ، حين قال (١) : وفي الآية تطبيق من يكذب بالدين على هؤلاء المصلين ، لمكان فاء التفريع.
فإن قلت : إن ترك الفاء يخل بالسياق اللفظي ، إذن فلا بد منها وإن لم تفد التفريع.
قلت : نعم ، تخل بالسياق عندئذ. غير أنه كان يمكنه أن يستعمل الواو التي لا تفيد التفريع إذا لم يكن التفريع مقصودا. إذن فهو مقصود.
وأما التقييد اللاحق فهو قوله تعالى : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ). فهنا مطلق وهو مقيد بقرينة متصلة. فيتكون من القيد والمقيد مفهوم تصوري ضيق. هو المنتقد في الآية دون غيره.
وينبغي هنا أن نلتفت إلى أنه يمكن التقييد بما بعده أيضا ، وهو قوله : (الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ).
قوله تعالى : (ساهُونَ).
الظاهر من الساهي هنا هو الذي يحصل منه السهو مرات عديدة ، أو هو مستمر على سهوه.
سؤال : ما معنى السهو؟
__________________
(١) ج ٢٠ ، ص ٣٦٨.