جوابه : مشهور المفسرين بما فيهم صاحب الميزان قدسسره (١) ، أنها من أسماء يوم القيامة في القرآن الكريم. مع أنها عامة المضمون ، لأن القرع هو الضرب الشديد. قال الراغب (٢) : القرع ضرب شيء على شيء ، ومنه قرعت بالمقرعة. قال تعالى : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ ـ الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ).
أقول : ولا يراد بها هنا الضرب جزما ، وإنما هو استعمال مجازي للتعبير عن التأثير النفسي المساوي لتأثير الضرب.
والله تعالى : يضرب في مختلف العوالم ، مع اقتضاء الحكمة والعدل الإلهيين ، فكل ضرب هو قارعة. كيوم القيامة وجهنم وبلاء الدنيا من مرض أو فقر أو عسر شديد وخاصة إذا كان مفاجئا. فهو إذن تعبير شامل لكل بلاء من مصائب الدنيا والآخرة.
سؤال : إن الخطاب للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. مع أنه يدرك معنى القارعة. فما هو الوجه فيه؟
جوابه : إن لذلك عدة وجوه :
الوجه الأول : إن هذا السؤال مبني على أن يكون المراد بما الاستفهامية أو النافية. وأما إذا كانت تعجبية ، فهي تفيد ثبوت العلم فينسد السؤال.
الوجه الثاني : إن الخطاب له صلىاللهعليهوآلهوسلم والمقصود غيره من قبيل : إياك أعني فاسمعي يا جارة.
الوجه الثالث : أن يكون الخطاب له صلىاللهعليهوآلهوسلم والمراد به الإحساس المباشر ، وليس الصورة الذهنية ، فهو لا يعلمها علم الإحساس إلّا عند تحققها خارجا.
الوجه الرابع : إن الخطاب للجميع ، لأن القرآن نازل إلى الناس أجمعين
__________________
(١) المصدر والصفحة.
(٢) المفردات مادة «قرع».