خاطِئَةٍ) ، بمنزلة بيان التسبيب للعقوبة. أو تعليل للسفع. وقوله : كاذبة : نعت لناصية. وقوله خاطئة : نعت ثان لناصية أو نعت لكاذب.
فإن قلت : بالنسبة إلى تعليل العقوبة ، أليس السبب مبينا في السياق السابق ، فلا حاجة إلى بيان سبب جديد فلما ذا قال : كاذبة خاطئة؟
جوابه : من عدة وجوه :
أولا : التأكيد لما سبق.
ثانيا : بيان أن ما فعله من أمور هي كذب وخطأ.
ثالثا : إن أفعاله إنما تنشأ من النفس الأمارة بالسوء ، فناصيته كاذبة وخاطئة. يعني كله كاذب وخاطئ. حينما تحثّه نفسه على نهي المصلي عن الصلاة.
قال في الميزان (١) : وفي توصيف الناصية بالكذب والخطأ ، وهما وصفا صاحب الناصية ، مجاز.
أقول : لا بد من الإشارة إلى أمرين :
الأمر الأول : فيما يخص لفظ التوصيف. فقد استعملها الكثير من علماء الأصول ، وخاصة من غير العرب ، بالرغم من عدم ورودها في اللغة العربية ، وإنما ورد لفظ : وصف ... بدلها من وصف يصف وصفا. وتوصيف رباعية (أو مزيدة) لا يوجد لها فعل خاص بها.
ولكن الحق معهم ، إلى حد ما ، لأجل التدقيق في التعبير. وذلك : لأن الوصف كاسم مصدر يراد به نفس الصفة الخارجية كاللون. والتوصيف ، كمصدر ، يراد به أحد أمرين :
الأول : جعل الصفة على الموصوف ثبوتا ، كما لو صبغ الثوب باللون الأحمر.
__________________
(١) ج ٢٠ ، ص ٣٢٦.