جزء الإنسان أيضا. وليس كله.
الثانية : وجود التأنيث في قوله : (كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ). لأنه لو أراد الإنسان كله لذكره مذكرا ، لا مؤنثا.
قلت : كلتا القرينتين فاسدتان :
أما القرينة الأولى : فجوابها أحد أمرين :
الأمر الأول : أن نقول : إن الناصية يراد بها كل الإنسان ، وأن السفع والضرب يكون على كل البدن مضافا إلى كونه على الوجه. وكذلك سواد القلب يشمل كل الجسم والنفس ، وليس الوجه فقط. إذن ، فالإنسان كله مسفوع وليس وجهه فقط ، بأي معنى من معاني السفع أخذناه.
الأمر الثاني : أن نقول : إن المراد من الناصية جزء الإنسان ، ولكن ننفي وحدة السياق وهي قرينة ظنية ، فتكون معتبرة ما لم تقم قرينة أخرى على خلافها.
والأمر هنا كذلك ، فإن القرينة على أن المراد بالناصية الثانية الإنسان ، وإن كان المراد من الناصية الأولى جزء الإنسان. وذلك كما قال في الميزان : لتوصيف الناصية بأنها كاذبة وخاطئة. والناصية التي هي جزء الإنسان لا توصف بأنها كاذبة وخاطئة.
فيكون المراد من الناصية الثانية الإنسان ، وإن كان المراد من الناصية الأولى جزء الإنسان ، ولا ملازمة عقلية أو عرفية بينهما.
وبتعبير آخر : إن هناك تعارضا بين قرينتين متصلتين بين قرينة وحدة السياق المنتجة لأن تكون الناصية جزء الإنسان. والقرينة المنتجة بأن الناصية كل الإنسان. فنأخذ بالأهم والأظهر وهي الثانية ، وهي الوصف بكونها : كاذبة خاطئة. وتسقط وحدة السياق. ويكون المراد بالناصية الثانية كل الإنسان ، لا جزأه ، بل قد يراد بالناصية الأولى ذلك أيضا.
وأما (القرينة الثانية) وهي كون التأنيث يدل على جزء الإنسان لا كله.