فيكون تكرارها بلا موجب!
جوابه : إن المراد : الاستعاذة من شر الحسد. وهذا الشر إنما يترتب على الحسد بعد وجوده لا قبله. فقوله : إذا حسد يعني إذا تحقق بحيث يترتب عليه الشر.
فإن قلت : إن هذا المعنى مفهوم من مادة الحاسد. يعني بصفته حاسدا فعلا.
قلت : كلّا ، بل يراد بالحاسد ، ذات الحاسد ، لا بصفته حاسدا. كأنه قال : ومن شر إنسان إذا حسد. ولا يصدق على الفرد أنه حاسد مطلقا ، إلّا إذا كان من عادته أو طبعه كثرة الحسد. وهو نادر. في حين أن المراد الاستعاذة من الجميع.
وكذلك ، فإن المراد من قوله : إذا حسد. الحسد المؤثر ، يعني : إذا أثر حسده. أو إذا حسد حسدا مؤثرا ، وأما غيره فلا شرّ فيه ، فلا موجب للاستعاذة منه. ومن الواضح أن ذات الحاسد ، وإن لوحظ بصفته حاسدا ، لم يؤخذ فيه كون حسده مؤثرا. في حين أن السياق واضح بالاستعاذة من خصوص الحسد المؤثرة.