وان ربح فللمالك خاصة.
وفي رجوع الثاني على الأول بأجرة المثل احتمال. ولو قيل : إن كان الثاني عالما بالحال لم يستحق شيئا ، وإن جهل فله اجرة المثل على الأول كان وجها.
______________________________________________________
قوله : ( وإن ربح فللمالك خاصة ، وفي رجوع الثاني على الأول بأجرة المثل احتمال ).
وجه الاحتمال : أنّه لم يتبرع بالعمل ، لأنّه إنّما عمل في مقابل الحصة ، فحيث لم تسلم له وجبت اجرة المثل ، والعامل الأول هو الذي عامله ، فكان له مطالبته بها.
قوله : ( ولو قيل : إن كان الثاني عالما بالحال لم يستحق شيئا وإن جهل فله اجرة المثل على الأول ، كان وجها ).
سوق العبارة يفهم منه أنّ الاحتمال الذي ذكره سابقا آت على كلّ من تقديري : علمه بالحال وجهله ، حيث أطلق أولا وفصّل ثانيا ، ولا شك في أنّه إذا كان عالما لا يستحق اجرة ، وقد صرّح بذلك في التذكرة (١).
ويمكن أن لا يريد الإطلاق في الأول ، وإن كان ظاهر اللفظ ، بل يكون مراده مجيء الاحتمال في صورة الجهل.
ووجه الاستحقاق ما سبق ، ووجه العدم : أنّ العامل إنّما يستحق الحصة من الربح ، وعلى تقدير عدم حصولها لا يستحق شيئا ، وهذا الربح في حكم المعدوم ، كذا قال الشارح الفاضل (٢).
وفيه نظر : لأنّ ذلك مع عدم حصول ربح أصلا ، لا مع استحقاق شخص آخر له ، على أنّ هذا لو تم لكان حق العبارة أن لا يذكر العالم في قوله : ( ولو قيل ) إلاّ أن
__________________
(١) التذكرة ٢ : ٢٤٠.
(٢) إيضاح الفوائد ٢ : ٣٠٥.