ومنها : رواية هشام بن سالم المروية في كامل الزيارات عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث قال « أتاه رجل فقال له : يا ابن رسول الله هل يزار والدك؟ قال نعم ويصلى عنده ، وقال : يصلى خلفه ولا يتقدم عليه » (١).
أما الرواية الأخيرة فهي ضعيفة السند بعبد الله بن عبد الرحمن الأصم فقد ضعّفه النجاشي صريحاً (٢) ونحن وإن اعتبرنا كلّ من وقع في سلسلة أسانيد كامل الزيارات ، لكنه ما لم يكن معارضاً بتضعيف مثل النجاشي.
وأما سابقتها فقد عرفت ضعفها بالإرسال ، فالعمدة إنما هي الرواية الأُولى ، والكلام فيها يقع تارة من حيث السند ، وأخرى من ناحية الدلالة.
أما السند : فقد يناقش فيه من وجهين :
أحدهما : أنّ الشيخ رواها عن محمد بن أحمد بن داود وطريقه إليه غير مبيّن في المشيخة.
وجوابه : ما ذكره الميرزا الأسترآبادي في منهج المقال (٣) من عدم استقصاء الشيخ جميع طرقه في المشيخة ، بل ذكر جملة منها وأحال الباقي إلى الفهرست ، وطريقه إلى الرجل مذكور في الفهرست وهو صحيح كما نبّه عليه الأردبيلي (٤) وإن اشتبه في عطف المشيخة عليه ، فقال : إنّ طريقه إليه صحيح في الفهرست والمشيخة ، لما عرفت من خلوّ الثاني عنه وكم له نظائر هذا الاشتباه ، فأسند ما في الفهرست إلى المشيخة أو بالعكس ، أو إليهما معاً ، وليس إلاّ في أحدهما. وقد ظفرنا على هذا النوع من اشتباهاته ما يقرب الأربعين مورداً ، والعصمة لأهلها.
هذا ، وقد أجاب الميرزا أيضاً بإمكان استفادة طريقه إليه من ذكر طريقه إلى
__________________
(١) الوسائل ٥ : ١٦٢ / أبواب مكان المصلي ب ٢٦ ح ٧.
(٢) رجال النجاشي : ٢١٧ / ٥٦٦.
(٣) منهج المقال : ٤٠٧ السطر ١٨.
(٤) جامع الرواة ٢ : ٥١٢.