يلقب بالحراني ، وذاك بالخراساني كما سمعته من النجاشي ، ولا يحتمل الاتحاد ، فانّ حران من بلاد العرب ومنها ابن تيمية ، وخراسان من بلاد إيران ، فأين الحراني من الخراساني ، ولعل الأمر قد التبس على صاحب الجواهر ، لما بينهما من التقارب كتباً ولفظاً ، هذا في طريق الصدوق.
وأمّا في طريق الشيخ فلا يحتمل أن يراد من أبي علي الذي يروي عنه الحسين بن سعيد الخراساني المزبور ، فإنّه من أصحاب الباقر عليهالسلام وإن أدرك الصادق أيضاً ، كما ذكره النجاشي ، فكيف يروي عنه الحسين بن سعيد الذي هو من أصحاب الهادي عليهالسلام. نعم روى أحياناً عن بعض أصحاب الصادق ، أمّا الذي هو من أصحاب الباقر عليهالسلام فروايته عنه بعيد غايته ، لاختلاف الطبقة ، بل المراد كما سبق هو الخزاز ، لرواية الحسين ابن سعيد عنه في غير هذا المورد ولا توثيق له.
فتحصّل : أنّ ما احتمله في الجواهر لا يمكن المساعدة عليه ، بل الصحيح جهالة الراوي كما ذكره صاحب المدارك.
أجل ، إنّ الرجل ، أعني أبا علي الحراني ، موجود في أسناد كامل الزيارات فيحكم بوثاقته (١) لهذه الجهة ، فتكون الروايات المعتبرة الواردة في المقام بضميمة الموثقتين المتقدمتين ثلاثاً.
تنبيه : قال صاحب الوسائل : في خاتمة الكتاب ما لفظه : سلام بن أبي عمرة الخراساني ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهماالسلام قاله النجاشي ونقله العلامة (٢).
ولكنك سمعت من النجاشي أنّه روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام ، ولم يذكر أحد روايته عن أبي الحسن عليهالسلام فما ذكره قدسسره من عطف أبي الحسن لعلّه سهو من قلمه الشريف.
__________________
(١) حسب الرأي السابق.
(٢) الخاتمة ٣٠ : ٣٨٤.