والشرائط الاختيارية وعدم الإخلال بشيء منها ، فمجرد الحركة التبعيّة الحاصلة من سير السفينة غير قادحة هنا جزماً ، ولا يلزم الخروج إلى الساحل وإيقاع الصلاة على الأرض ، وتدل عليه جملة من النصوص :
منها : صحيح (١) جميل بن دراج « أنه قال لأبي عبد الله عليهالسلام : تكون السفينة قريبة من الجد ( الجدد ) فأخرج وأُصلي ، قال : صلّ فيها ، أما ترضى بصلاة نوح عليهالسلام » (٢).
وموثقة (٣) يونس بن يعقوب « أنه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن الصلاة في الفرات وما هو أصغر منه من الأنهار في السفينة؟ فقال : إن صليت فحسن وإن خرجت فحسن » (٤).
ونحوها : رواية المفضل بن صالح المتحدة معها متناً مع اختلاف يسير (٥) وقد عبّر المحقق الهمداني عن الأخيرة بالصحيحة (٦) وعبّر عنها بعضٌ بالموثقة ، وكلاهما في غير محله ، والصواب أنّها ضعيفة لتصريح (٧) النجاشي بضعف الرجل
__________________
(١) صحة طريق الصدوق إلى جميل بن درّاج وحده من غير ضمّ محمد بن حمران محل تأمل عند الأُستاذ ، وإن صححه أخيراً في كتاب الحج من وجه آخر.
(٢) الوسائل ٤ : ٣٢٠ / أبواب القبلة ب ١٣ ح ٣.
(٣) في سند الصدوق إليه في المشيخة [ الفقيه ٤ ( المشيخة ) : ٤٦ ] : الحكم بن مسكين وتوثيقه مبني على الاعتماد على رجال الكامل وقد عدل ( دام ظله ) عنه.
(٤) الوسائل ٤ : ٣٢١ / أبواب القبلة ب ١٣ ح ٥ ، ١١.
(٥) الوسائل ٤ : ٣٢١ / أبواب القبلة ب ١٣ ح ٥ ، ١١.
(٦) مصباح الفقيه ( الصلاة ) : ١٠٦ السطر ١٢.
(٧) هذه العبارة غير صريحة في الضعف ، بل غايته عدم النقاش في التضعيف الذي نقله عن الجماعة ، وأقصاه الظهور دون الصراحة. بل يمكن الخدش فيه أيضاً ، فإنّ حكاية التضعيف ولا سيما في ترجمة شخص آخر من دون تعليق أو تعقيب بنفي ولا إثبات لا يكاد يكشف عن الإمضاء والارتضاء ، ومن ثم ترى النجاشي لم يضعف الرجل عند ترجمته [ لم يترجمه النجاشي مستقلا ] فلو تم الارتضاء لكان الأولى والأجدر التعرض له عند التصدي لترجمته ، كما أنّه حكى في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى [ ٣٤٨ / ٩٣٩ ] ان ابن الوليد استثنى