مرحلة كون التلبس به علة في انتزاع هذا المفهوم عن الذات ملحوظا بشرط شيء ، لا أنه هو تمام المنظور إليه وأنه لوحظ بشرط شيء أو لا بشرط ، فلاحظ وتدبر.
قوله : ودعوى منافاة صحة السلب مع صحة الحمل ـ إلى قوله : ـ مدفوعة بأن صحة الحمل بالعناية لا تنافي صحة السلب بلا عناية ... إلخ (١).
قد يرد عليه : أنه مصادرة وليس ذلك بأولى من القول بأن صحة السلب بالعناية لا تنافي صحة الحمل بلا عناية ، ولا دافع لذلك إلا بما أفاده الشيخ قدسسره (٢) من الرجوع إلى الوجدان وتحكيمه في أنّ أيهما المحتاج إلى العناية.
قوله : فمدفوع بأنّه بناء على البساطة كما أثبتناها لا يعقل هناك معنى جامع بين المتلبس والمنقضي ... إلخ (٣).
حاصله : أنا نختار الشق الأول ، وهو كون المسلوب هو الضارب المطلق ، وقولكم إنه غير سديد غير سديد ، بناء على ما أثبتناه من البساطة ، وأن محصّلها كون المشتق عبارة عن المبدأ ملحوظا لا بشرط ، وهو قاض بصحة سلبه عمّن انقضى عنه المبدأ ، وأن التوهم إنما يتم لو أمكن وجود قدر جامع بين المتلبس والمنقضي ليقول القائل إنه لا يصح سلبه عن المنقضي ، ويستكشف من ذلك عدم كون المشتق منحصرا بالأول أعني المتلبس ، ولكن لمّا عرفت عدم معقولية الجامع تعرف أن دعوى القائل
__________________
(١) أجود التقريرات ١ : ١١٤.
(٢) المشتق : ١٨ ـ ١٩.
(٣) أجود التقريرات ١ : ١١٤.