كثير من المسائل الأصوليّة ، فالعلماء وإن كانوا يحرّرون جهة البحث في كلّ مسألة إلاّ أنّ الصعوبة التي تواجه الطلبة بالإضافة إلى التعقيد اللفظي هي المقدّمات الطويلة التي يوطئون بها البحث ، ولذلك قد ينتهي الطالب من دراسة ذلك البحث وبعد لم يتحرّر عنده مورد النزاع والنقض والإبرام.
كلّ ذلك هو ما دفعني إلى كتابة هذا الكتاب الذي بين يديك ، فأنا وإن كنت بذلت فيه جهدا مضنيا آملا في بلوغ الغاية المذكورة إلاّ أنّني لا أدّعي بلوغ أقصى تلك الغاية ولكنّي أرجو أن أكون قد ساهمت في تذليل بعض الصعوبات التي يواجهها الطلبة الأعزّاء في دراساتهم الأصوليّة كما أطمح من ذلك في دعواتهم وأن أكون مشمولا للرحمة التي يفيضها ربّنا على طلبة العلم وروّاد الفقه.
هذا وقد اعتمدت أسلوب الترتيب الهجائي في عرض المصطلحات ، وعند ما تتّحد بعض المصطلحات في بداية الحرف يكون ضابط التقديم والتأخير في العرض هو ملاحظة الحرف الثاني ثمّ الثالث وهكذا.
ثمّ إنّني عرضت المصطلح كما هو مستعمل في كلمات الأصوليّين دون إرجاعه إلى أصله الاشتقاقي ليسهل تناوله والوقوف عليه ، وعند ما يكون المصطلح مستعملا بأكثر من اشتقاق فإنّني ابحثه في موضع وأذكر الثاني في موضعه وأحيل القارئ على الموضع الذي تمّ بحث المصطلح فيه ، وإذا اتّفق أن اتّحد أكثر من مصطلح في المعنى فإنّني أبحثه تحت أحد العنوانين ثمّ أحيل القارئ في موضع العنوان الثاني إلى الموضع الذي تمّ فيه إيضاح المصطلح ، وقد يتمّ إيضاح بعض المصطلحات في غير مواضعها لاقتضاء شرح المصطلح محلّ البحث لذلك ، وفي مثل هذه الحالة نقوم بإحالة القارئ إلى مواضع الشرح عند ما يتمّ التصدّي لعرضها في مواضعها إلاّ أنّه ورغم أنّ ذلك واحد