عنها الفخر الرازي بعد أن أورد ذكرها : اعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث. (١)
وما يعنينا منها في البداية التساؤل عن السبب الذي سمي الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام هنا بنفس رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فإن قيل بأن الحسن والحسين عليهالسلام والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام يصحّ اطلاق لفظ النبوة النسوة عليهم ، فما هو السر الذي جعل فيه الأمير (صلوات الله عليه) في مقام نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! وما هو السر في جعل الزهراء البتول عليهاالسلام وهي زوجة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بمقام النساء بحيث يمكن أن ترجع لمقام النفس؟! وما هو السر في وضع الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام في
____________________
= والبلاذري في فتوح البلدان : ٧٥ ، واليعقوبي في تاريخه ٨٢ : ٢ ، وابن دحلان في السيرة ٥ : ٣ ، وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة ٢٩١ : ١٦ ، وابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة ٢٦ : ٤ ، وابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة ٥٠٩ : ٢ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٨٦ : ٣ ، واليافعي في مرآة الجنان ١٠٩ : ١ وغيرهم كثير.
أقول : لم أكن في مورد الاستقصاء إذ يمكن مراجعة الكتب المختصّة بذلك كإحقاق الحق وعبقات الأنوار وغيرها ، ولكن ما تراه من استفاضة في إيراد الخبر وحديث كبارهم عن صحته لا يتبقى عليك إلا الاستماع إلى إسفاف صاحب تفسير المنار ـ وكم لهم مثله ـ حيث يقول ناقلاً عن محمد عبدة قوله : الروايات متفقة على إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اختار للمباهلة علياً وفاطمة وولديهما ، ويحملون كلمة نساءنا على فاطمة وكلمة أنفسنا على علي فقط ومصادر هذه الروايات الشيعة! وقصدهم منها معروف ، وقد اجتهدا في ترويجها ما استطاعوا حتى راجت على كثير من أهل السنة ، ولكن واضعيها لم يحسنوا تطبيقها .. إلخ .. «تفسير المنار ٣٢٢ : ٣».
ولا أعتقد أن القارىء الكريم بحاجة إلى تعليق بعدما رأى أن من رووها هم المعوّل عليهم في التفسير والحديث والسيرة في فكر القوم ، ومن يراجع أسانيد الأخبار الواردة في هذا المجال يعلم أنها من الأسانيد المعتمدة جداً لديهم ، وأن ما قاله عن أن الشيعة هم وراء ذلك ليس بأكثر من افتراء تعوّدنا على الكثير منه!!
(١)تفسير الرازي ٨٨ : ٨ ـ ٨٩.