بمفردها أبناء النصارى ، وتقابل الصديقة الزهراء عليهاالسلام بمفردها نساء القوم.
ويتضافر مع حقيقة هذه المؤهلات ما نلمسه في أحاديث القوم وتأبّيهم من الملاعنة لما رأوه في الطبيعة التي أحاطت بأجواء هذه الملاعنة ، فإن قول الأسقف لهم : إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من جباله لأزاله ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. (١) ومن بعده قبولهم السريع باعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون ، بعد كل ذلك العزّ الذي كانوا يرفلون به ، في وقت لم يبد لهم من المخاطر في عرف ذلك
____________________
= أن تكون المسألة واردة على أساس أن يقدّم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وهو واثق بأن الحق معه وأن النتيجة الحاسمة الايجابية ستكون له ـ ابنيه وابنته وابن عمه ، ليكونوا طرفاً في الابتهال وفريقاً في النتائج الحاسمة الأخيرة ، بعيداً عمّا إذا كانوا مشاركين في التحدي. من وحي القرآن ٦٧ : ٦ الطبعة الحديثة.
أقول : قد فاتته أمور ، منها : إن ثقة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن الحق معه هي ثابتة رسالية ، وكان يمكن له حتى يضفي على التحدّي طابع الإثارة الكامل أن يخرج وحيداً ، أو أن يخرج أكثر من هؤلاء الأربعة ، فلم اقتصر على هؤلاء تحديداً؟ فإن قال بأنه أخرج ولد البنت وبنته وزوجها ، قلنا : بأن المباهلة كانت في السنة عاشرة على ما يقرره ابن الأثير في الكامل ١٩ : ٢ ، وزينب وأم كلثوم عليهماالسلام بنتا أمير المؤمنين عليهالسلام من الزهراء البتول عليهاالسلام كانتا مولودتين آنذاك ، فلم لم يخرجهما معهما؟! كما إن أم كلثوم ربيبة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في رواية القوم ـ وفي نظر فضل الله هي ابنته من خديجة. (انظر الندوة ٤٨١ : ٥) ـ كانت موجودة آنذاك فلم لم يخرجها وزوجها المزعوم معهم؟!
أقول : لا أدري ما السبب الذي جعلني كلام فضل الله هذا أردد فيه ما كان نفس فضل الله يحب ترديده كثيراً :
المستشار هو الذي شرب الطلا |
|
فعلام يا هذا الوزير تعربد؟ |
(١) تفسير الكشّاف ٤٣٤ : ١ ، وتفسير الرازي ٨٩ : ٨ ، وروح المعاني ١٨٩ : ٣ ، وأحكام القرآن للجصاص ١٤ : ٢.