صحيح أيضاً ، وإلاّ فالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد صاحبه الكثير من المنافقين والمؤلفة قلوبهم ومن ألجأه حد السيف إلى هذه الصحبة وقد عرّض القرآن الكريم بهذه الأصناف بصورة واضحة وصريحة.
٢ ـ إن الحديث القرآني عن أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم تضمن قسمين ، قسم عبّر عنهم بصفات تعاملهم الحسنة معه (صلوات الله عليه وآله) فجاء حديثه يتضمن المدح والثناء النسبي لا المطلق ، لأن المدح والثناء المطلق مختص بأهل العصمة ، كما في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (١) ومن هنا نعلم كذب الحديث الذي يضعونه على لسان الأمير عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أصحاب بدر قوله لعمر بعد أن عرض على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يضرب عنق حاطب بن أبي بلتعة : وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. (٢) لأنه إما أن يجعلهم من أهل العصمة وهو باطل قطعاً ، وإما أن يوقف قلم الحساب عنهم ، وهو مخالف لعدالة الله سبحانه وتعالى.
وقسم وقع التنديد بهم لطبيعة أعمالهم كما في الآيات التي نزلت في سورة التوبة علىسبيل المثال ، وقد استعرضت طائفة كبيرة من الشرائح التي كان مجتمع الصحابة يتكون منها كما سنتكلم عنها في ما يأتي ، أو في آية : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (٣) وغيرها من الآيات الشريفة.
وفي بعض الأحيان جمع القرآن بين الشريحتين المؤمنة ومن سواها في آية واحدة ، وهي كافية لحسم الجدل في هذا الشأن كما في قوله تعالى :
____________________
(١) محمد : ٢.
(٢) البخاري ١٩ : ٤.
(٣) الحجرات : ٦.