هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. (١)
ورووا عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : بيننا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلمّ ، فقلت : أين؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلمّ ، قلت : أين؟ قال : إلى النار والله ، قلت : ما شأنهم؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم. (٢)
وعن أسماء بنت أبي بكر قالت : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم ، وسيؤخذ ناس من دوني فأقول : يا رب مني ومن أمتي؟ فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم. (٣)
ومن خلال ملاحظة كلماته صلىاللهعليهوآلهوسلم المتضمنة تعرفه عليهم وقوله المتكرر : «أصحابي ، أصحابي» ، أو بالمصغرة : «أصيحابي ، أصيحابي» ، والتأكيد على طبيعة ما سيعملوه من بعده لا يمكن أن تتعرى هذه الشبهة في ما يتعلق بصحابته صلىاللهعليهوآلهوسلم فحسب ، بل وتفضح كذب ما يرويه القوم في صحاحهم عن الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : إن خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم. (٤) وذلك لاعتماده على مفهوم يتناقض مع النص القرآني والرسولي ، ويتعاكس مع ما أفرزه الواقع التاريخي بشكل مفتضح ،
____________________
(١) البخاري ١٩١ : ٥ (كتاب التفسير باب سورة المائدة) والآية في سورة المائدة : ١١٧.
(٢) البخاري ٢٠٨ : ٧.
(٣) البخاري ٢٠٨ : ٧. أقول : في بعض مروياته : فأقول : سحقاً سحقاً لمن غيّر بعدي.
(٤) البخاري ١٨٩ : ٤ ، ومسلم ٨٧ : ١٦.