أرضاها فقد أرضاني ، ومن أغضبها فقد أغضبني ، (١) وهو القول الذي استدل به بعضهم على انها أفضل من الشيخين ، (٢) وبناء على وضوح ما يترتب على هذا الحديث ، من حيث إن من يؤذيها يؤذي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن يؤذي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما يؤذي ربه لوضوح قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) (٣) ، ومن حيث إن غضبها
____________________
(١) في هذا الحديث وألفاظه المروي بها ، او في لفظ يؤذيني ما يؤذيها ، معناهما انظر : البخاري في صحيحه ٢١٠ : ٤ ح ٣٥١٠ ، ٢١٩ : ٤ ح ٣٥٥٦ ، ومسلماً في صحيحه ٣ : ١٦ ، والنسائي في سننه ٩٧ : ٥ ح ٨٣٧١ و ١٤٨ ح ٨٥٢٠ ، وفي فضائل الصحابة : ٧٨ رقم ٢٦٦ ، وأحمد بن حنبل في الفضائل ٧٦٥ : ٢ ، والضحاك الشيباني في الآحاد والمثاني ٣٦١ : ٥ رقم ٢٩٥٤ ، والطبراني في المعجم الكبير ٤٠٤ : ٢٢ رقم ١٠١٢ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٣٨٨ : ٦ رقم ٣٢٢٦٩ ، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ٣١٥ : ٩ ح ٢٧٥ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢٠١ : ١٠ ، والدارقطني في علله ١٠٣ : ٣ رقم ٣٠٥ ، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري ٧٩ : ٧ ، وفي تهذيب التهذيب ٤٦٨ : ١٢ ، وفي الاصابة ٣٧٨ : ٤ رقم ٨٣٠ ، وابن شيرويه الديلمي في الفردوس ١٤٥ : ٣ رقم ٤٣٨٩ ، وأبا عوانة في مسنده ٧٠ : ٣ ، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١٨٤ : ٣ ، والسيوطي في الجامع الصغير والمناوي في فيض القدير ٤٢١ : ٤ ، و ١٨ : ٦ ، وابن سعد في الطبقات ٢٦٢ : ٨ ، وابن الجوزي في صفوة الصفوة ١٣ : ٢ ، والعجلوني في كشف الخفاء ١١٢ : ٢ رقم ١٨٣١ ، وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة ١ : ٣٤١ ، وابن طلحة في مطالب السؤول : ٤٦ و ٩٠ ، والشبراوي في الاتحاف بحب الأشراف : ٢٣ ، والخطيب التبريزي في المشكاة ح ٦١٣٩ ، والملا علي القاري في المرقاة ٥١٣ : !٠ ح ٦١٣٩.
(٢) كالسهيلي الذي استدل بذلك أيضاً على كفر من يسبها (بأبي وأمي) على ما نقل المناوي في فيض القدير ٤٢١ : ٤.
أقول : هذا لمن سبّها ، فما بالك بمن روّعها بالنار ، ثم أحرق عليها الدار وأسقط جنينها بالضرب والعصر بين الحائط والباب؟!
(٣) الأحزاب : ٥٧.