ورضاها عليهاالسلام لا يمكن له أن يخرجها عن طاعة الله ورسوله ، وإلا لما علّق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم غضبه ورضاه على غضبها ورضاها ، ففي هذه القصة سنرى التالي :
أ ـ إن وجود فدك بيد الزهراء البتول (صلوات الله عليها) حال وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يؤكد ملكيتها لها ، لوضوح أن اليد امارة الملكية في التشريع الإسلامي ، وتعمد ابن أبي قحافة على انتزاع فدك من يدها يثير في النفس جملة من التساؤلات ، مرة عن سبب الانتزاع؟ ومقتضى الحال أن لأبي بكر مجرد دعوى ، بينما فدك في يدها عليهاالسلام وهي امارة الملكية كما تقدم وهي بيّنة محضة ، والدعوى ما لم تشفع ببيّنة ، فهي كلام مثله مثل عدمه ، فاذا ما كانت البينة معها ، ولا بينة بين يديه ، فكيف أمكنه ـ ضمن مسارات الهدى ـ أن يطالبها بالبينة والشهود؟! وهو المطالب بذلك ، لا هي (صلوات الله عليها)!! فالبينة على من ادعى ، واليمين على من أنكر وفق الحديث المتفق عليه ، وأخرى عن سبب الاسراع في انتزاع ما لم ينتزعه نفس الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ والرسول لما يزل قبره (بأبي وأمي) خضراً طرياً بعد!!
ب ـ إن دعوى أبي بكر كانت قائمة على ما رواه هو دون غيره ، وهو ما يسمى بخبر الواحد عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ، وما تركناه صدقة ، مردودة بصورة بديهية من خلال أكثر من أمر متسالم عليه.
أما الأول : فهو تناقض هذا الكلام مع النص القرآني القاطع ، وهو الأمر الذي أشارت إليه الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) في خطبتها الشهيرة إذ قالت : أيها المسلمون أأغلب على إرثي؟ يابن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريّاً! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول : (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ) (١) ، وقال في ما اقتص من خبر يحيى بن زكريا عليهماالسلام إذ قال : رب
____________________
(١) النمل : ١٦.