هب (لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً) (١) ، وقال : (وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ) (٢) ، وقال : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) (٣) وقال : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) (٤) وزعمتم ألاّ حظوة لي ، ولا إرث من أبي ، لا رحم بيننا! أفخصّكم الله بآية أخرج منها أبي؟! أم هل تقولون أهل ملتين لا يتوارثان؟! أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟! أم انتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟!! (٥)
والثاني : وما يفضح الأمر طلب ابن أبي قحافة الشاهد على كلام الزهراء عليهاالسلام ، فلو كان الأمر كما يروي ، فما معنى الاحتياج إلى الشاهد؟ فهل بعد كلام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يجعلنا نحتاج إلى شاهد ضده؟!
والثالث : من الواضح ان متعلق إرث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم هو أهل بيته ، فإن كان حديث أبي بكر صحيحاً ، فلم لم يسمعه من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أهل بيته وهم أكثر الناس احتياجاً له؟ وهو صلىاللهعليهوآلهوسلم إن كان يخشى على إرثه من أحد حتى يورثه الدولة ، فمما لا شك إنما يخشاه عليه من ذويه وخاصته! هذا مع ملاحظة أن أمثال أبي بكر هم أبعد الناس حاجة لسماع هذا الحديث! فلا تغفل!!
والرابع : من المسلم أن فدك بيد الصديقة الطاهرة عليهاالسلام في
____________________
(١) مريم : ٥ ـ ٦.
(٢) الأنفال : ٧٥.
(٣) النساء : ١١.
(٤) البقرة : ١٨٠.
(٥) بلاغات النساء : ٦١ ـ ٦٢ لابن طيفور أحمد بن ابي طاهر طيفور (ت ٢٨٠ هـ) دار الفضيلة ـ القاهرة ١٩٩٨ ، والاحتجاج : ١٠٢ لأحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت ٦٢٠ هـ) مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ١٩٨٩ ط٢ واللفظ له.