وابتداءً من نهاية عام ١٩٨٨ م راح فضل الله يبرز إعلامياً على نطاق واسع بعنوانه زعيماً أصولياً راديكالياً ، وبعيداً عمّا تحدّث به كبير المحررين في جريدة : (Washington Post) بوب وودوورد (Bob Woodword) عن اتفاق جرى بينه وبين (C.I.A) من أجل العمل على أن يلعب دور جهاز الانداز المبكر ضد عمليات الحركات الأصولية المضادة للمصالح الأمريكية عام ١٩٨٧ م! (١) فإن ذلك قد أسهم بصورة أخرى في الابتعاد عن ملاحظة ما يكتب ، فضلاً عن ملاحقة ما كتبه في تفسيره.
ولم ترتح الساحة من مشكلاتها الأمنية حتى دخلت في دوامة تآكل بنيتها العلمائية ففي ظرف خمس سنوات امتدت منذ رحيل الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) توالت علينا نكباتنا بالعلماء المراجع ففقدنا مراجعنا الكبار السيد الخوئي والروحاني والكلبايكاني والأراكي والسبزواري وغيرهم من ذوي النفوذ الشعبي (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين) وبحلول عام ١٩٩٣ كانت الساحة قد خلت من جيل المراجع الكبار ، ومن حالة المرجعية شبه المركزية ، واحتل مكانهم الجيل الجديد من العلماء المراجع الذين لم تعتد الساحة على أسمائهم فضلاً عن التعرف عليهم بسبب ما كان يميز وجودهم أثناء حياة أساتذتهم من احترام خاص جعل أغلبهم ينأى بنفسه عن
____________________
(١) انظر :
Bob Woodword : VELL: the secret Wars of The C.I.A 1981 – 1987 P.p : 397, Simon & Schuster , Inc 1987.
وما يلاحظ على ما كتبه هذا الكاتب ان فضل الله لم يرد على ما كتبه رداً يتسم بالجدية ، بل تضمن ما قاله عن ذلك في كتاب تحدي الممنوع ما يبعث على الريبة ، وازداد الأمر دراماتيكية أكثر حينما تحدث الوسيط السعودي وهو السفير بندر بن سلطان بن عبد العزيز عن هذا الأمر مؤكداً حصول هذا الاتفاق ، وحين طبعت دار المناهل الترجمة العربية للكتاب في بيروت تحت عنوان الحجاب حذفت الكلام المنعلق بفضل الله ، وبمتابعة خاصة عرفنا أن الممول للكتاب في طبعته المحذوفة كان هو المكتب الإعلامي لفضل الله.