عباراتنا شتّى وحسنك واحد |
|
وكلّ إلى ذاك الجمال يشير (١) |
ووصف «الفتح بالمبين» إشارة إلى أنّ الوجود والمعرفة هما حقيقة النور وجوهره ، فإنّه عبارة عن الظاهر بنفسه ، المظهر لغيره وإن اختلفت مراتبه بالضعف والقوّة ، فإنّ ذلك لا يوجب الاختلاف في الجوهر والحقيقة وإن زعمه المشّائيّة.
والافتتاح بكلمة التحقيق (٢) والتأكيد المستعملة في مقام الترديد والإنكار ، دفع لما توهّمه المحرومون عن مشاهدة أنوار لوامع الأسرار ؛ من كونه كسائر من أخلد إلى أرض الناسوت ، ولم يصعد إلى سماء الجبروت لقوله : (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) (٣) ولم يعرفوا أنّه حكى بذلك هيكل بشريّته ، ومقام ناسوتيّته ، وإلّا فهو الاسم الأعظم ، والتجلّي المعظّم ، وسرّ الله المخزون ، وغيبه المكنون ، جلّ جلاله ، وتشعشع جماله :
بلغ العلى بكماله |
|
كشف الدجى بجماله (٤) |
ولقد منّ الله عليه صلّى الله عليه وآله بهذه المرتبة العليّة السنيّة ؛ الّتي هي أعلى المراتب الإمكانيّة ؛ الّتي لا يفوقها فائق ، ولا يدركها لاحق ، ولا يطمعها طامع ، ولا يطيق استماع كنهها سامع ، فقال : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) وقد روي أنّه لمّا نزلت هذه الآية قال صلّى الله عليه وآله : لقد أنزلت عليّ آية هي
__________________
(١) جامع الأسرار ومنبع الأنوار : ٧٥ نقلا عن : التعليقة على الفوائد الرضويّة : ٨٦.
(٢) مراده كلمة «إنّا».
(٣) الكهف : ١١٠.
(٤) كلّيّات السعديّ ، كتاب گلستان : ٢٩.