وفي عدّة الداعي عنه عليه السلام أيضا : من استمع حرفا من كتاب الله من غير قراءة كتب الله له حسنة ، ومحا عنه سيّئة ، ورفع له درجة (١).
وفيها أيضا : عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : إذا ألبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفّع ، وشاهد مصدّق ، ومن قاده أمامه قاده إلى الجنّة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار (٢).
أقول : المراد بلبس الأمور تعطيل الحدود والأحكام واختلاف الناس فيها ، فحينئذ فليرجع إلى القرآن ، فإنّه منبعها ومأخذها ، ومنه يظهر الحلال والحرام ، فلذا قال : إنّي تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ؛ لو تمسّكوا بهما لن تضلّوا من بعدي (٣).
وفي مجمع البيان : عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم : من قرأ الفاتحة فكأنّما قرأ ثلثي القرآن ، وكأنّما تصدّق على كلّ مؤمن ومؤمنة ، والّذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة والإنجيل والزبور ولا في القرآن مثلها ، وهي امّ القرآن ، والسبع المثاني ، وهي مقسومة بين الله وبين عبده ، ولعبده ما سأل ، وهي أفضل سورة في كتابه ، وهي شفاء من كلّ داء.
وفيه أيضا : عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّه أفرد على الامتنان بها وجعلها بإزاء القرآن ، فقال : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (٤) وإنّها أشرف ما في كنوز العرش ، وإنّه تعالى خصّ محمّدا وشرّفه بها ولم
__________________
(١) عدّة الداعي : ٢٨٦.
(٢) الكافي ٢ : ٥٩٨.
(٣) كتاب سليم : ٧٩٠.
(٤) الحجر : ٨٧.