يشرك فيها أحدا من أنبيائه إلّا سليمان عليه السلام ، فإنّه اعطي منها البسملة ، ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمّد وآله ، منقادا لأمرها ، مؤمنا بظاهرها وباطنها ، أعطاه الله بكلّ حرف منه حسنة ، كلّ واحد منها أفضل من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها وخيراتها ، ومن استمع إلى قارئ يقرأها كان له ثلث ما للقارئ.
أقول : يظهر من قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم «هي امّ القرآن والسبع المثاني» اختصاص المثاني بـ «الفاتحة» ، لأنّها تثنّى في كلّ صلاة ، وإلى ذلك ذهب المشهور.
وقيل : المثاني «هود» و «يوسف» و «رعد» و «إبراهيم» و «الحجر» و «النمل» و «يونس».
وقيل : يطلق على جميع القرآن (١).
وفي الكافي : عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أعطيت الطوال مكان التوراة ، وأعطيت المئين مكان الإنجيل ، وأعطيت المثاني مكان الزبور ، وفضّلت بالمفصّل (٢).
أقول : المراد بالطوال على ما قاله بعض : «البقرة» و «آل عمران» و «النساء» و «المائدة» و «الأنعام» و «الأعراف» و «الأنفال» و «التوبة».
وقيل : «يونس» سمّيت بالطوال لأنّها أطول السور.
والمراد بالمئين : «بني إسرائيل» و «الكهف»و «مريم» و «طه» و «الأنبياء»
__________________
(١) مصباح الكفعميّ : ٤٣٨.
(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٢٥.