السلّم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة ، فلا يقولنّ صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء ، حتّى ينتهي إلى العاشر ، فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك ، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة ، فارفعه إليك برفق ولا تحملنّ عليه ما لا يطيق فتكسره [فإنّ من كسر مؤمنا فعليه جبره] (١).
وفي رواية شهاب عنه عليه السلام أيضا : إنّ الله تبارك وتعالى خلق أجزاء بلغ بها تسعة وأربعين جزء ، ثمّ جعل الأجزاء أعشارا ، فجعل الجزء عشرة أجزاء ، ثمّ قسّمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزء ، وفي آخر عشري جزء حتّى بلغ به جزء تامّا ، وفي آخر جزء أو عشر جزء وآخر جزء وعشري جزء ، وآخر جزء وثلاثة أعشار جزء ، حتّى بلغ به جزءين تامّين ، ثمّ بحساب ذلك حتّى بلغ بأرفعهم تسعة وأربعين جزء ، فمن لم يجعل فيه إلّا عشر جزء لم يقدر على أن يكون مثل صاحب العشرين ، فكذلك صاحب العشرين لا يكون مثل صاحب الثلاثة الأعشار ، وكذلك من تمّ له جزء لا يقدر على أن يكون مثل صاحب الجزءين ، ولو علم الناس أنّ الله عزّ وجلّ خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا (٢).
وثانيها : إنّ المراد بإيمانهم السابق هو الإسلام ، وبالإيمان المزداد هو التصديق القلبيّ ؛ إذ الأوّل عبارة عن مجرّد الشهادتين باللسان ؛ كما قال : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤٤.
(٢) الكافي ٢ : ٤٤.