قُلُوبِكُمْ) (١) وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ) ... (٢) إلى آخره.
فالإيمان المزداد ما هو أخصّ من الإسلام ، قال سماعة : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أخبرني عن الإسلام والإيمان أهما مختلفان؟ فقال : إنّ الإيمان يشارك الإسلام ، والإسلام لا يشارك الإيمان. فقلت : فصفهما لي. فقال : الإسلام شهادة أن لا إله إلّا الله والتصديق برسول الله ، به حقنت الدماء ، وعليه جرت المناكح والمواريث ، وعلى ظاهره جماعة الناس ، والإيمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام ، وما ظهر من العمل به والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة ، إنّ الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر ، والإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن ، وإن اجتمعا في القول والصفة (٣).
وثالثها : أنّ المراد بإيمانهم الحاصل هو التصديق الإجماليّ بكلّ ما يأتي به الرسول ، وبالإيمان المزداد هو التصديق التفصيليّ. فتأمّل.
وهو أنّهم كلّما أمروا بشيء من الشرائع والفرائض كالصلاة والصيام والصدقات صدّقوا ؛ وذلك بالسكينة الّتي أنزلها الله في قلوبهم.
ورابعها : إنّ المراد بإيمانهم السابق الإيمان بالأصول ، وبالإيمان المزداد الإيمان بالفروع.
وخامسها : إنّ المراد بإيمانهم معرفتهم على طريق علم اليقين ،
__________________
(١) الحجرات : ١٤.
(٢) النساء : ١٣٦.
(٣) الكافي ٢ : ٢٥.