يريده في تصرّفاته ، وأقوى تمكّنا واستيلاء من المالك.
وكيف [ما كان] ، فالله تعالى هو المالك لجميع السماوات والأرض ، وما فيهنّ وما بينهنّ بالاستحقاق ، وهو الملك الّذي له ملك السماوات والأرض ، وما فيهنّ وما بينهنّ بالاستحقاق يتصرّف فيهنّ ، ويدبّر أمورهنّ بالعدل والحكمة.
وجمع «السماوات» لكونها كرات متعدّدة معروفة مع أنّ أجناسها مختلفة على ما يستفاد من بعض الأخبار ، وأفرد الأرض لكونها كرة واحدة وإن تعدّدت طبقاتها.
وفي الآية إشارة إلى أنّه تعالى هو الملك الحقيقيّ ، فإنّه إذا كان ملك السماوات والأرض له ، فكلّ ملك من دونه فهو مقهور ، تحت سلطنته ، محتاج إليه في جميع ما يتقوّم به في ذاته وصفاته. كيف ووجود الكلّ منه ، وهو تعالى غنيّ عمّا سواه في ذاته وصفته؟ كيف وهو واجب الوجود ، وما عداه ممكن بذاته ، مفتقر إليه في إفاضة الجود؟!
فلا يمكن أن يكون الملك المطلق غيره ، فإنّ الملك الحقيقيّ هو الّذي استغنى عن غيره ، واحتاج إليه غيره ، وليس سوى الحقّ ، فتعالى الله الملك الحقّ ، المالك بالحقّ ، المتصرّف في الملك والملكوت بالحقّ.
ألا كلّ شيء ما سوى الله باطل |
|
[وكلّ نعيم لا محالة زائل] (١) |
آنكه در معرض فنا باشد |
|
لاف شاهى زند خطا باشد |
نيست جز حقّ به آشكار ونهان |
|
هيچ كس پادشاه پادشهان |
__________________
(١) الإلهيّات ١ : ٥٣ وفيه بدل كلمة «سوى» كلمة «خلا» وهو من قصيدة لبيد.