تقدّم عليه من الشدّة على الكفّار والمرحمة على المؤمنين ، ومثلهم في الإنجيل كزرع ... إلى آخره.
ولكن في بعض التفاسير : إنّ «ومثلهم» عطف على «مثلهم» فتكون خبرا لذلك ؛ يعني أنّ ما ذكر من الأوصاف حالهم ومثلهم في التوراة والإنجيل ، فقوله «كزرع» استئناف لتمثيل على حدة ، أو تفسير لما أبهم في قوله ذلك ؛ بناء على كونه إشارة مبهمة. ولعلّه بعيد ؛ كما لا يخفى.
و «الشطاء» و «الشطأ» و «الشطاء» و «الشطا» و «الشطو» و «الشط» : الفرخ ، وهو الزرع إذا تهيّأ للانشقاق بعد ما يطلع ، ويطلق على السنبل أيضا.
وفي مجمع الطريحيّ : وقد يستعمل الفرخ في كلّ صغير من الحيوان والنبات. وفي الخبر : نهي عن بيع الفروخ بالكيل من الطعام. قيل : المراد بالفروخ : الفروخ من السنبل وهي ما استبان وانعقد حبّه ، وأفرخ الحبّ : إذا تهيّأ للانشقاق (١). انتهى.
وقوله : (فَآزَرَهُ) كآجره من المؤازرة كالمؤاجرة بمعنى : المعاونة ، أو من الإيزار كالإيجار بمعنى : الإعانة.
وقرئ فآزره على كونه مجرّدا ، والجميع بمعنى : التقوية والإعانة ؛ أي فقوي الزرع ، [أو الله شطأه وأفراخه] (٢) فلحقت الأمّهات حتّى صارت مثلها.
قوله : (فَاسْتَغْلَظَ) ؛ أي فصار هذا الزرع أو هذا الشطأ غليظا بعد أن كان دقيقا.
__________________
(١) مجمع البحرين ٣ : ٣٧٨ (فرخ).
(٢) كذا في النسختين.