وَمَلائِكَتُهُ) (١) وقوله : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً) (٢) وقوله : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) (٣) وقوله : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) (٤) وقوله : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) (٥) إلى غير ذلك.
والآية مسوقة لبيان الامتنان على هذه الأمّة بالمنّة العظيمة ، فإنّ في بعث الرسول حكما ومصالح ترجع إليهم في دنياهم وعقباهم ؛ إذ به يخرجون من الظلمات إلى النور ، ومن المكاره إلى السرور ، وفي ذلك أيضا تهيّج لهم على إطاعة الرسول في جميع ما يأمرهم به ويقول ، وتجنيب لهم عن مخالفته في الفروع والأصول ، ولهذا قال : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٦).
وإنّما قال سبحانه : (فِي الْأُمِّيِّينَ) ولم يقل «عليهم» أو «إليهم» لئلّا يتوهّم اختصاص رسالته بهم ، مع أنّه كان مرسلا إلى الخلق كافّة.
«والأمّيّين» جمع الأمّيّ ، ولا خلاف في أنّ ياءه للنسبة ، وإنّما اختلفوا في المنسوب إليه ، فقيل إنّه أمّة العرب ، أي جماعتهم أو طريقتهم.
قيل : لأنّ أكثرهم كانوا لا يعرفون الكتابة ولا يقدرون على قراءة
__________________
(١) الأحزاب : ٤٣.
(٢) الملك : ١٥.
(٣) الروم : ٢٧.
(٤) التوبة : ٣٣ ، الفتح : ٢٨.
(٥) الفتح : ٤.
(٦) الحشر : ٧.