المكتوب ، والكتابة كانت فيهم عزيزة أو عديمة ، فهم على أصل ولادة أمّهم.
وقيل : إنّه الأمّ ، فمن لم يقدر على الكتب وعلى القراءة من الكتاب فهو أمّيّ ، لأنّه على أصل ولادته حين تلده أمّه من الجهل بذلك.
وقيل : إنّه مكّة المعظّمة ، فإنّها أمّ القرى ، سمّيت بذلك لأنّ الأرض دحيت وبسطت من تحت الكعبة ؛ كما قال : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (١) وكان ذلك في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ، فمن استوطن مكّة فهو أمّيّ ، وقد فسّر أمّ القرى في قوله تعالى : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) (٢) بمكّة.
واختلف أيضا في إطلاق «الأمّي» على نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله كما في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ) (٣) على الوجوه المذكورة ، ولكن روى محمّد بن الحسن الصفّار في كتاب «بصائر الدرجات» في باب : «إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يقرأ ويكتب بكلّ لسان» بإسناده إلى جعفر بن محمّد الصوفيّ قال : سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليه السلام وقلت : يا ابن رسول الله ، لم يسمّى النبيّ صلّى الله عليه وآله الأمّيّ؟ قال : ما يقول الناس؟ قلت : يزعمون إنّما سمّي الأمّيّ لأنّه
__________________
(١) النازعات : ٣٠.
(٢) الأنعام : ٩٢ ، الشورى : ٧.
(٣) الأعراف : ١٥٧.