لم يكتب. فقال : كذبوا عليه لعنهم الله ، أنّى يكون ذلك والله يقول في محكم كتابه : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) (١) فكيف يعلّمهم ما لم يحسن؟ والله لقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يقرأ ويكتب باثنين وسبعين لسانا (٢) ، وإنّما سمّي الأمّيّ ، لأنّه كان من أهل مكّة ، ومكّة من أمّهات القرى ، وذلك قول الله في كتابه : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) (٣)(٤). انتهى.
وروى في هذا الكتاب أيضا عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان يقرأ ويكتب ويقرأ ما لم يكتب (٥). وروى الصدوق أيضا الأوّل في «علل الشرائع» عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقيّ ، عن جعفر بن محمّد الصوفيّ قال : سألت ... (٦) إلى آخره.
وروى أيضا عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن حسّان وعليّ بن أسباط وغيره رفعه عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت : إنّ الناس يزعمون أنّ رسول الله لم يكتب ولا يقرأ ، فقال : كذبوا لعنهم الله ، أنّى يكون ذلك وقد قال الله : (هُوَ الَّذِي) ... إلى آخره ، فيكون يعلّمهم الكتاب
__________________
(١) الجمعة : ٢.
(٢) وفي بعض النسخ : أو قال : ثلاث وسبعين.
(٣) الأنعام : ٩٢ ، الشورى : ٧.
(٤) بصائر الدرجات : ٢٢٥.
(٥) بصائر الدرجات : ٢٢٧.
(٦) علل الشرائع ١ : ١٢٤.