ألم تر أنّ الله أعطاك سورة |
|
ترى كلّ ملك دونها يتذبذب |
أي شرفا ورفعة.
وقيل : سمّيت سورة لإحاطتها بما فيها من الآيات ؛ كما أنّ سور المدينة محيط بمساكنها وأبنيتها.
وجمع سورة القرآن «سور» بفتح الواو ؛ مثل جملة وجمل ، وجمع سور البناء «سور» بالسكون ، مثل صوفة وصوف (١). انتهى.
وإنّما سمّيت «الآية» آية لكونها علامة لصدق النبيّ صلّى الله عليه وآله ولإعجازه ، أو عجيبة ممّن أتى بها دالّة على صدقه في دعواه ؛ أنّها من الله كاشفة عن مباينها كلام المخلوق.
وقيل : «الآية» بمعنى الجماعة من الحروف ؛ من قولهم : خرج القوم بآيتهم ؛ أي بجماعتهم بحيث لم يدعوا وراءهم أحدا.
وقد اختلف في وزنها أيضا ؛ فعن الخليل : أنّه «فعلة» محرّكة ، فأصلها «آيية» قلبت «الياء» الأولى «ألفا» لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. وعن الفرّاء : إنّ أصلها «آيّة» بتشديد «الياء». وعن الكسائيّ : إنّ أصلها «آيية» على وزن «فاعلة» فحذفت إحدى الياءين للاستثقال.
وكيفما كان فربّما يجعل في أسماء هذه السورة تبارك كما في [سورة] «ص» و [سورة] «ق» لافتتاحها بهذه الكلمة. وفيه نظر ، فإنّ الغرض من وضع الأعلام : التعيين ، واشتراكها مع سورة «الفرقان» المفتتحة بها ينافيه ، فتأمّل.
__________________
(١) غرائب القرآن ورغائب الفرقان ١ : ٢٨ ـ ٢٩.