وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) فإنّ الموت والحياة على ما صرّح به جماعة عرضان ، والأعراض مخلوقة كالجواهر.
لا يقال : إنّ الموت عدم والخلق لا يتعلّق بالأعدام ؛ إذ العدم أزليّ لا تؤثّر فيه القدرة ؛ إذ المقدور منه هو إبقاؤه واستمراره ، لما قيل من أنّ لأعدام الملكات حظّ ضعيف من الوجود ، والموت هو عدم الحياة لمن شأنه الحياة ؛ نظير العمى الّذي هو عدم البصر لمن شأنه أن يكون بصيرا ، فالتقابل بالعدم والملكة لا بالإيجاب والسلب ، ولذا صحّ تعلّق الخلق به. فتأمّل.
هذا ؛ وفي رواية زرارة عن الباقر عليه السلام قال : الحياة والموت خلقان من خلق الله ، فإذا جاء الموت فدخل في الإنسان لم يدخل في شيء إلّا وقد خرجت منه الحياة (١). انتهى.
وورد أنّه يؤتى بالموت ما بين الجنّة والنار على صورة كبش أملح فيذبح (٢).
ويظهر من ذلك أنّ التقابل في الموت والحياة بالتضادّ كما يكشف عن ذلك تصريح بعضهم بأنّ الموت ضدّ الحياة ، فهما أمران وجوديّان يتعلّق بهما الخلق والقدرة. فتأمّل.
هذا ، ولكن في التفسير الصادقيّ عليه السلام يفسّر «خلق» بـ «قدّر» ، قال عليه السلام : ومعناهما قدّر الحياة والموت (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
__________________
(١) الكافي ٣ : ٢٥٩.
(٢) إشارة إلى ما جاء في تفسير القمّيّ ٢ : ٥٠ ؛ وفي بحار الأنوار ٨ : ٣٤٤.