بعض العارفين من أنّ لله شرابا طاهرا صافيا ادّخره في كنوز ربوبيّته سقاه أولياءه في ميدان كرامته بكأس هنيئة على منابر عزّه ، فإذا شربوا سكروا ، وإذا سكروا طاشوا ، وإذا طاشوا اشتاقوا ، وإذا اشتاقوا طاروا ، وإذا طاروا بلغوا ، وإذا بلغوا وصلوا ، وإذا وصلوا اتّصلوا ، وإذا اتّصلوا فنوا ، وإذا فنوا بقوا ، وإذا بقوا صاروا ملوكا وسادة وأحرارا وقادة. انتهى.
وقريب منه ما روي من أنّ لله شرابا لأوليائه إذا شربوا سكروا ، وإذا سكروا طربوا ، وإذا طربوا طلبوا ، وإذا طلبوا وجدوا ، وإذا وجدوا وصلوا ، وإذا وصلوا اتّصلوا ، وإذا اتّصلوا فلا فرق بينهم وبين حبيبهم. انتهى. إلّا أنّي لم أجد هذه الرواية في كتاب معتمد عليه (١).
وكيف كان فلعلّ وصل الضمير في المقام وتقديمه على العطيّة إشارة إلى كمال قرب المخاطب ومظهريّته لتمام أسماء الحقّ وصفاته كما يرشد إليه قوله تعالى : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) وقوله : (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) وغير ذلك فافهم.
__________________
(١) نقله المحدّث الكاشانيّ رحمه الله في «كلمات مكنونه» عن كتاب ابن جمهور «كذا» الإحسائيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام. والصحيح ابن أبي جمهور ... وفي اعتبار كتابه بحث فراجع : الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٥ : ٣٥٨ و ١٦ : ٧١ وانظر تفصيل البحث في خاتمة المستدرك : ٣٦١ ـ ٣٦٥ «مستدرك الوسائل ٣» المطبوع على الحجر ، والحديث في «كلمات مكنونه» طبع ايران ١٣٨٣ ق بتصحيح فضيلة الشيخ عزيز الله عطاردي القوچانيّ : ٧٩ وطبع بمبئي ١٢٩٦ ق : ٧٧. وأيضا أورده السيّد حيدر الآمليّ رحمه الله في مواضع من كتابه «جامع الأسرار ومنبع الأنوار» انظر : ٢٠٥ و ٣٦٣ و: ٣٨١ ورسالة نقد النقود الملحق به : ٦٧٦. وأورده النراقيّ أيضا في جامع السعادات ٣ : ١٥٣ والمؤلّف رحمه الله في «أسرار حسينيّة» طبع ١٣٨٠ ق صفحة ٤٧ ومن الطبع الجديد : ٢١.