وفي بعض القراءات (١) : «إنّا أنطيناك» بإبدال العين نونا. ونسبه في الكشّاف (٢) إلى قراءة رسول الله صلّى الله عليه وآله من الإنطاء وهو الإعطاء.
قال ابن الأثير في نهايته : وفي حديث الدعاء «لا مانع لمن أنطيت ، ولا منطي لما منعت» وهي لغة أهل اليمن في أعطى ، ومنه الحديث : اليد المنطية خير من اليد السفلى ، ومنه كتابه لوائل (٣) «وأنطوا الثبجة» (٤) انتهى. بالثاء المثلّثة بعدها الباء الموحّدة ثمّ الجيم وهي الوسط أي : أعطوا الوسط في الصدقة لا من خيار المال ولا من رذالته. كذا في النهاية (٥) أيضا.
والكوثر : فوعل من الكثير ، ولمّا كان كثرة المباني دالّة على كثرة المعاني (٦) على ما ذكره جماعة ، فهو في اللغة بمعنى الخير المفرط الكثير كما في الكشّاف ، قال :
قيل لأعرابيّة رجع ابنها من السفر ، بم آب ابنك؟ قالت : آب بكوثر قال :
وأنت كثير يا ابن مروان طيّب |
|
وكان أبوك ابن العقائل كوثرا (٧) |
__________________
(١) والقاري : الحسن وطلحة وابن محيص والزعفرانيّ وأمّ سلمة على ما نقل. انظر : معجم القراءات القرآنيّة ٨ : ٢٥٣ ، وروح المعاني ٣٠ : ٢٤٤.
(٢) الكشّاف ٤ : ٢٩٠.
(٣) وفي المصدر : وائل بن حجر.
(٤) النهاية في غريب الحديث والأثر ٥ : ٧٦.
(٥) النهاية في غريب الحديث والأثر ١ : ٢٠٦.
(٦) هذا تعليل لا أصل له إن كان على إطلاقه وكلّيته. انظر تفصيل البحث في البيان في تفسير القرآن للسيّد الخوئيّ رحمه الله ٤٦٦.
(٧) الكشّاف ٤ : ٢٩٠ ونسب البيت في تفسير القرطبيّ «الجامع لأحكام القرآن» ٢٠ : ٢١٦ ، والآلوسيّ في «روح المعاني» ١٠ : ٢٤٥ إلى الكميت.