ومنها : ما روي عن عليّ بن الحسين عليهما السلام من أنّ «الصمد» الّذي لا شريك له ولا يؤوده حفظ شيء ، ولا يعزب عنه شيء (١).
ومنها : ما روي عن زيد بن عليّ عليه السلام من أنّه الّذي إذا أراد شيئا قال له : كن فيكون ، قال : و «الصمد» الّذي أبدع الأشياء فخلقها أضدادا وأشكالا وأزواجا ، وتفرّد بالوحدة بلا ضدّ ولا شكل ولا مثل ولا ندّ (٢).
وتأويلها ما حكي عن بعضهم من أنّه المتعالي عن الكون والفساد ، وأنّه الّذي لا يوصف بالتغاير.
ومنها : ما روي من أنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّ عليه السلام يسألونه عن «الصمد» فكتب إليهم (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أمّا بعد ، فلا تخوضوا في القرآن ، ولا تجادلوا فيه ، ولا تتكلّموا فيه بغير علم ، فقد سمعت جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار ، وإنّ الله سبحانه قد فسّر «الصمد» فقال : (اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ) ثم فسّره فقال : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) ... (٣) إلى آخره. انتهى.
ومنها : ما روي عن الصادق عليه السلام من أنّه قدم وفد من أهل فلسطين على الباقر عليه السلام فسألوه عن مسائل فأجابهم ، ثم سألوه عن «الصمد» فقال : تفسيره فيه ، «الصمد» خمسة أحرف : فالألف دليل على إنّيّته
__________________
(١ و ٢) التوحيد : ٩٠ ، بحار الأنوار ٣ : ٢٢٣.
(٣) التوحيد : ٩٠ ـ ٩١ ، بحار الأنوار ٣ : ٢٢٣.